responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 322


الأنبل الأنبه ، فأنت المؤمّل المكمّل ، والمعروف المعرّف والمجهول المجهّل .
قال الشيخ - رضي الله عنه - : « فالأدنى من تخيّل فيه الألوهيّة ، فلو لا هذا التخيّل ما عبد الحجر ولا غيره . ولهذا قال : * ( قُلْ سَمُّوهُمْ ) * [1] ، فلو سمّوهم لسمّوهم حجرا [2] وشجرا وكوكبا . ولو قيل لهم : من عبدتم ؟ لقالوا : إلها ما كانوا يقولون : « الله » ولا « الإله » . والأعلى ما تخيّل ، بل قال : هذا مجلى إلهيّ ينبغي تعظيمه ، فلا يقتصر .
والأدنى [3] صاحب التخيّل يقولون : * ( ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى الله زُلْفى ) * [4] ، والأعلى [5] يقول : * ( فَإِلهُكُمْ إِله ٌ واحِدٌ فَلَه ُ أَسْلِمُوا ) * حيث ظهر * ( وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ) * [6] الذين خبت نار طبيعتهم ، فقالوا : إلها ، ولم يقولوا : طبيعة » .
قال العبد : العباد والعبّاد انقسموا إلى عارف بالله حيث تجلَّى وظهر ، عالم به كيف تعرّف وتنكَّر ، مشاهد لوجهه الكريم في كل وجهة وجهة تولَّى ونظر ، * ( فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْه ُ الله ) * [7] الأكرم الأزهر ، محقّق في شهوده ، متحقّق بمشهوده ، فهو الأعلى ، لأنّه العابد ربّه الأعلى .
والأدنى هو أن لا يشهد الحقّ الظاهر في المعبود المشهود ، ولكن يعبده تخيّلا أنّ فيه الألوهيّة ، فهو غالط جاهل بالإله ، فإنّه ما من إله إلَّا إله واحد ، * ( أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاه ُ ) * [8] فلمّا لم ير ذلك ، وليس له الكشف بالحق من حيث الشهود العقلي ، فتحيّر وتخيّل تقليدا أنّ فيه الألوهيّة ، فكفر ، أي ستر الألوهية الظاهرة في مألوه ومعبود ، فتخيّل أنّ عبادة هؤلاء في الوجود ليست إلَّا لإلهيّة فيهم ، والحق أنّه ليس من الله في



[1] الرعد ( 13 ) الآية 33 .
[2] في بعض النسخ : لسمّوهم حجارة .
[3] في بعض النسخ : فالأدنى .
[4] الزمر ( 39 ) الآية 3 .
[5] في بعض النسخ : والأعلى العالم .
[6] فإلهكم إله واحد فله أسلموا وبشّر المخبتين : الحجّ ( 22 ) الآية 34 .
[7] البقرة ( 2 ) الآية 115 .
[8] يوسف ( 12 ) الآية 40 .

322

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 322
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست