نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 321
إسم الكتاب : شرح فصوص الحكم ( عدد الصفحات : 736)
قال الشيخ - رضي الله عنه - : « في المحمّديّين : * ( وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاه ُ ) * [1] أي [ حكم ] فالعالم يعلم من عبد ؟ وفي أيّ صورة ظهر حتى عبد ؟ وأنّ التفريق والكثرة في الأعضاء كالصورة [2] المحسوسة والقوى [3] المعنويّة في الصورة الروحانيّة ، فما عبد غير الله في كل معبود » . قال العبد : جلّ جناب المعبود الحقّ أن يعبد سواه في كلّ معبود ، أو يوجد إلَّا إيّاه في كل موجود ، لأنّ الحقيقة تقتضي لذاتها أن تتفرّد بالوجود على الإطلاق ، وتقتضي بحقيقتها المعبودية بالاستحقاق ، فحيث وجدت الإلهة والعبادة ، فهي له والحقّ لها ، ولكنّ الكثرة المعهودة والتفرقة المشهودة تحجب العقول - المنصبغة بأحكام العرف والعادة - عن شهود الوجود الحقّ الواحد الأحد في الغيب والشهادة ، وتكون أحديّته الخصيصة بذاته المطلقة أحدية جمع لا تنافيها الكثرة ، والسلطان هو الواحد الحقّ المستوي ، والوحدة والإطلاق والتقيّد والكثرة هي المظاهر والعروش والأسرّة . وكما أنّ صورتك المحسوسة واحدة ، لا شكّ في وحدتها جملة واحدة ، ولا تقدح في أحدية جملتك كثرة الأعضاء من حيث الاعتبار النسبي والتعقّل الإضافي المعهود ، لا في الوجود ، ولا في الأمر [4] ، وليست في نفس الأمر كثرة إلَّا بالاعتبار ، عند ذوي العقول الرجيحة والاستبصار ، وكذلك صورتك الروحانية ولطيفتك الإنسانية جوهرة واحدة وحدة حقيقية ما فيها ما ينافيها ، ومع ذلك فوحدتها أحدية جمع أرواح وقوى كثيرة ، ولا تقدح كثرة قواها في أحدية هذه الجوهرة اللطيفة النورانية ، فكذلك لا تقدح كثرة مظاهر الأسماء - وهم الأرباب - في أحدية جمع الإله الربّ المعبود في الكلّ عند ذوي الألباب ، فهو المعبود في كل ما عبد ، والعابد في كل من عبد ، فأقرّ وما عند ، وهو الجاحد العاند فيمن جحد وعند ، فالكلّ منه وفيه وله ، وبه ومنه له [5] ، وله فتنبّه أيّها
[1] الإسراء ( 17 ) الآية 24 . [2] في بعض النسخ : كالأعضاء في الصورة . [3] في بعض النسخ : وكالقوى المعنوية . [4] ف : ولا في المشهود وليست . [5] له أي للكلّ أي من اللَّه للكل وله .
321
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 321