نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 300
قال - رضي الله عنه - شعر : < شعر > فما أنت هو ، بل أنت هو وتراه في عين الأمور مسرّحا ومقيّدا < / شعر > يعني - رضي الله عنه - : اعلم : أنّ وجود الحق وهويّته كناية عن غيبه ولا تعيّنه الذي لا يتعيّن في كلّ تعيّن ، ولا يشهد . و « أنت » كناية هو عينه المتعيّن في عيان الشاهد ، فنفيه - رضي الله عنه - « أنت » عن « هو » نفي تقييد التعيّن عن إطلاق الوجود الحقّ من حيث هما كذلك ، وإثباته - رضي الله عنه - « أنت » عين [1] « هو » من حيث حقيقة الوجود الذي هو في المطلق مطلق وفي المقيّد مقيّد . فالوجود هو من حيث إطلاق هويّته - تعالى - ينتفي تقييد التعيين عنه ، وهو من حيث الحقيقة والعين عين للكلّ ، فتارة يوضع المطلق ويحمل عليه المقيّد ، وبالعكس يوضع المقيّد ويحمل عليه المطلق ، وتارة ينفى كلّ منهما عن كلّ منهما باعتبارين مختلفين ، وهو - من حيث الهويّة التي هي عين المطلق والمقيّد في الشهود - مطلق في [2] الإطلاق والتقييد ، فالمقيّد هو الاسم « الظاهر » وهو العالم والخلق ، والمطلق هو الباطن الحقّ ، وحقيقة الوجود الحقّ وهويّته فيهما عينهما ، تعاليت وتباركت . ف « تراه في » ، يعني : - رضي الله عنه - : في الحقيقة المحمدية البرزخية الجامعة بين الاسم الظاهر والاسم الباطن « عين الأمور » كلَّها « مسرّحا » مطلقا حقّا و « مقيّدا » خلقا ، لأنّ « أنت » و « أنت » و « هو » و « هي » و « نحن » وكاف المخاطب ، وتاءه ، وياء المخاطب المتكلَّم ، كلَّها كنايات عن عين واحدة ما ثمّ غيرها ، ظهرت في مراتب هي مقامات بطونه وظهوره ، ومرائي تجلَّيات نوره ، ومجالي تعيّناته في صور شؤونه وأموره وهويّة العين واحدة في الكلّ ، هو الأوّل الباطن ، والآخر الظاهر ، في الفرع والأصل ، فالحقيقة المتعيّنة في إنّيّة « أنت » [3] عين المتعيّن في هويّة « هو » بحقيقتها وعينها ، ولكنّ الخلق من كونه خلقا غير الحق من كونه حقّا ، وكذلك الظاهر من كونه ظاهرا ما هو
[1] منصوب على الحالية . [2] كذا . والظاهر : من . [3] في م : إنيته أنت عين . وفي ف : إنيته أبت عين . والصحيح ما أثبتناه .
300
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 300