نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 301
إسم الكتاب : شرح فصوص الحكم ( عدد الصفحات : 736)
الباطن من كونه كذلك . فافهم . قال الشيخ - رضي الله عنه - : « قال الله تعالى * ( لَيْسَ كَمِثْلِه ِ شَيْءٌ ) * فنزّه ، * ( وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) * [1] فشبّه » يعني : على مفهوم العموم على أنّ الكاف زائدة ، وأنّ السميعيّة والبصيرية مشتركتان بين الحق والخلق . ثم قال : « قال الله - تعالى - * ( لَيْسَ كَمِثْلِه ِ شَيْءٌ ) * فشبّه وثنّى » يعني : أنّ الكاف غير زائدة ، يكون إثبات المثل المنفيّ عنه مشابهة شيء ما من الأشياء ، وذلك عين التشبيه والتثنية . قال : * ( وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) * فنزّه وأفرد » يعني على السميع البصير هو الحق في كل سميع بصير له الأذن والحدقة ، وليس السمع والبصر الآلة إلَّا ، للحق [2] ، وفيه التنزيه الحقيقيّ وإفراد الوجود الحق بالانفراد . وقد ذكرنا في أوّل هذا الفصّ ما فيه غنية عن التكرار ، وقد جمع الله - تعالى - في كل شقّ من الآية تنزيها في تشبيه وتشبيها في تنزيه ، فكان كلّ منهما ذاتيا للحقيقة والعين وهو الحق ، فافهم والله الملهم . قال الشيخ - رضي الله عنه - : « لو أنّ نوحا دعا قومه [3] بين الدعوتين لأجابوه فدعاهم جهارا ، ثمّ دعاهم إسرارا ، ثمّ قال لهم : * ( اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّه ُ كانَ غَفَّاراً ) * [4] وقال : * ( إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهاراً فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعائِي إِلَّا فِراراً ) * [5] . قال العبد : نوح عليه السّلام أوّل المرسلين أرسله الله - تعالى - إلى قومه ، وهم بالله مشركون ، يعبدون ودّا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا ، وعن حجّة محجّة المعبود الحق الواحد خارجون . فلمّا رأى الله الواحد الأحد ضلالهم عن الهدى ، واتّباعهم للهوى ، وأنّ في دعوتهم إليه وإجابتهم لدعوته كمالهم وبها يصلح في الدنيا والآخرة أحوالهم .
[1] الشورى ( 42 ) الآية 11 . [2] في النسختين : إلَّا له لا للحق . [3] في النسخ المعتبرة : « لو أنّ نوحا جمع لقومه بين . . . » . [4] نوح ( 71 ) الآية 10 . [5] نوح ( 71 ) الآيتان 5 - 6 .
301
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 301