responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 184


المطالبة ، ونتعرّض المعاتبة .
قال - رضي الله عنه - : « فهذا التعريف الإلهي ممّا أدّب الحق به عباده الأدباء الأمناء الخلفاء . ثم نرجع إلى الحكمة فنقول » .
[ مقام الأدب ] قال العبد : اعلم : أنّ مقام الأدب أعلى المقامات ، ويقتضي المعاملة مع الحق والخلق بحسب ما تقتضي مراتبهما ، ولا يتحقّق به إلَّا أهل الأمانة [1] الإلهية ، وهي صورة الله - تعالى - التي حذي آدم عليها حين عرضها على سماوات الروحانية [2] وأرض الجسمانيات ، * ( فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها ) * أي لم يطقن ذلك ولم يستطعن لعدم أحدية جمع الجمع عند منها [3] * ( وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الإِنْسانُ ) * الكامل الحامل لواء الحمد ، وأحدية جمع جميع حقائق السيد والعبد ، * ( إِنَّه ُ كانَ ظَلُوماً ) * ، لعدوله عن العدل في استهلاك استعداده الكمال الكلَّيّ في أمور جزئية وأحوال ناقصة ، * ( جَهُولًا ) * [4] برتبته أنّه هو المظهر الأتمّ الأشمل ، والخليفة الأكبر الأكمل فتعيّن اتّصافه بهذا الظلم والجهل بسبح الحقّ عنهما ولحمده بنقائضهما ، من الكمال على الوجه الأكمل ، فالأمناء هم الأدباء أهل الأمانة الإلهية وهم الخلفاء الذين استخلفهم الله في حفظ خزائنة وخزائن خزائنه ، فتذكَّر .
قال الشيخ - رضي الله عنه - : « اعلم أنّ الأمور الكلَّية وإن لم يكن لها وجود في عينها ، فهي معقولة معلومة بلا شكّ في الذهن فهي باطنة لا تزال عن الوجود العيني ، ولها الحكم والأثر في كلّ ماله وجود عيني ، بل هو عينها لا غيرها ، أعني أعيان الموجودات العينية » .



[1] م : الإمامة .
[2] ف : سماوات الروحانيات .
[3] كذا .
[4] الأحزاب ( 33 ) الآية 72 .

184

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست