نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 183
ثم قال - رضي الله عنه - : « فلو لا أنّ نشأتهم تعطي ذلك ، ما قالوا في حق آدم ما قالوه » . يعني - رضي الله عنه - : النزاع والاعتراض من حيث ما ذكرنا من سراية أحدية جمع النشأة الطبيعية الكليّة ، « وهم لا يشعرون » بذلك لغلبة الحال وحكم البساطة والوحدة بالفعل ظاهرا ، وأعطى ذلك هذا الاعتراض والسعي في الجرح ، فقالوا في حق آدم ما قالوه وهم لا يشعرون . قال - رضي الله عنه - : « فلو عرفوا نفوسهم ، لعلموا ولو علموا لعصموا » . أي إنّ مقتضى ذاتهم ونوريّتهم وبساطتهم هو عدم الاعتراض والاعتساف ، والاتّصاف بحقائق الإنصاف . لعصموا عن وقوع المنازعة . « ثمّ لم يقفوا مع التجريح حتى زادوا في الدعوى بما هم عليه من التقديس والتسبيح . وعند آدم من الأسماء الإلهية ما لم تكن الملائكة تقف عليها فما سبّحته بها [1] ، ولا قدّسته عنها تقديس آدم وتسبيحه » . قال العبد : اعلم : أنّ التسبيح تعريف الحق والثناء عليه بأسماء السلب والتنزيه ، ولمّا كان في نشأة آدم من حقائق الكمال ونقائضها من النقائص التي ليست في نشآت الملكية ، فما أثبت الملائكة على الحق - أي وما عرفته - من حيث تلك الكمالات الخصيصة بالجمعية الإنسانية ، ولا نزّهت الحقّ ولا قدّسته ولا سبّحته عن نقائض تلك الكمالات من النقائص تسبيح ذوق وتقديس حال ، تقديس آدم وتسبيحة لكونه جامعا لحقائق الكمالات ونقائضها وعدم جمعية الملائكة ، فافهم . قال الشيخ - رضي الله عنه - : « فوصف الحقّ لنا ما جرى لنقف عنده ونتعلَّم الأدب مع الله تعالى ، فلا ندّعي ما أنا متحقّق به وحاو عليه بالتقيّد فكيف أن نطلق في الدعوى ، فنعمّ بها ما ليس لي بحال ، ولا أنا [2] منه على علم » . يعني - رضي الله عنه - : كما ادّعت الملائكة مطلقا في التسبيح . « فنفتضح ؟ ! » عند
[1] في بعض نسخ الفصوص : فما سبّحت ربّها بها . [2] في بعض نسخ الفصوص : ما نحن متحقّقون به وحاوون عليه بالتقييد . . . ليس لنا بحال ولا نحن منه على علم .
183
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 183