نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 185
قال العبد : اختلفت النسخ وفي البعض [1] منها : « لا تزول » . فإن قلنا : « لا تزال » ف « باطنة » منصوب ، وفيه تقديم وتأخير ، والتقدير : « فهي لا تزال باطنة عن الوجود العيني » ، أي لا تظهر أعيانها ، وإن كانت موجودة في العلم الإلهي وبالنسبة إلى الحق . وإن قلنا « لا تزول » فظاهر . يعني : أنّ الأمور الكليّة وإن لم تكن موجودة في أعيانها لكونها إذ ذاك مشخّصة ، وإذا تشخّصت لم تكن كلَّية ، فهي لا تزول عن الوجود العيني لظهور أحكامها وآثارها في كل ماله وجود عيني ، فإنّ الأمور العامّة - كالوجود والعلم والحياة التي تعمّ الحق والخلق - وإن لم توجد في الأعيان لكونها كلَّيات لا يمنع نفس تصوّر معناها عن وقوع الشركة فيها ، فإنّها - من حيث هي هي مع قطع النظر عن إضافتها إلى الحق أو الخلق [2] - حقائق كلَّية تطلق على كل من اتّصف بها ، وقامت به من حق أو خلق ، فهي - من كونها كلَّية مطلقة عن الإضافة - لا تزال باطنة إذ لا توجد في الأعيان ، ومع كونها كذلك باطنة ، فإنّها لا تزول عن الوجود العيني لوجود آثارها وأحكامها في أعيان الموجودات ، بل هي تحقيقها في كل ماله وجود عيني ، فإنّها لا تبطن ولا تزال باطنة من كونها كلَّية ، وكونها كلَّية اعتبار ثان مسبوق باعتبار حقائقها مجرّدة عن كونها موصوفة بالكلَّية أو غيرها ، فهي بحقائقها في كل من قامت به لا بكلَّيتها فإنّ الوجود في القديم والمحدث هو هو ، والعلم في كل عالم عالم علم ، وكذلك الحياة فهي في كل موجود عيني عينها غير زائدة عليها وجودا وشهودا ، لا عقلا فإنّ العقل ينتزع عن الموجود وجوده ويتعقّله زائدا على الموجود ، وليس ذلك إلَّا في التعقّل لا في العين ، فأمعن النظر وأنعم . قال - رضي الله عنه - : « ولم تزل » تلك الحقائق الكليّة « عن كونها معقولة في نفسها فهي الظاهرة من حيث أعيان الموجودات كما هي الباطنة من حيث معقوليّتها » . قال العبد : أمّا كونها ظاهرة فمن حيث إنّها في كل موجود عينيّ بماهيتها
[1] م : وفي بعض منها . [2] ف : إلى الخلق أو إلى الحقّ .
185
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 185