responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 182


بل مقتضى نشأتهم الإيمان والطاعة والعبادة الذاتية والتنزيه والتقديس والخير لا غير ، إذ ليس لهم ولا لغيرهم أن يعرفوا كلّ ما في نفس الحقّ ، بل ما فيه من الحق ، ويعرفون الحق من حيث ما هم عليه « وليس للملائكة جمعيّة آدم » كما مرّ ، فكان الأوجب والأولى والأوجه والأحرى أن يتّصفوا بالإنصاف ، وينصفوا له بالاعتراف ، لا الاستنكاف والاعتساف لإحاطته وجمعيّته وسعته ، دونهم .
قال - رضي الله عنه - : « ولا وقفت إلَّا مع الأسماء الإلهيّة التي تخصّها وسبّحت الحقّ بها وقدّسته » .
يعني أسماء التنزيه والتقديس : كالسبّوح ، والقدّوس ، والطيّب ، والطاهر ، والنور ، والواحد ، والأحد ، والعليّ ، وأخواتهم « وما علمت أنّ لله أسماء ما وصل علمها [1] إليها » ، ) * كالخالق ، والرازق ، والمصوّر ، والسميع ، والبصير ، والمطعم ، وغير ذلك ممّا يتعلَّق بالتدبير والتسخير والملك والسلطان والنعيم والعذاب والموت والهلاك والسقم والشفاء ، وسائر الأسماء التي تخصّ عالم الأجسام والطبيعة « فما سبّحت الحقّ بها [2] ولا قدّسته ، فغلب عليها ما ذكرناه » .
يعني - رضي الله عنه - ما عندها من الجمعية السارية في نشأتها بالنفس الرحماني الأحدي الجمعي « وحكم عليها هذا الحال ، فقالت من حيث النشأة » .
يعني : بلسان التنافي والتنافر الذي بين الوحدة والبساطة الملكيّتين وبين الكثرة والتركيب الجسمانيّين . « * ( أَتَجْعَلُ فِيها من يُفْسِدُ فِيها ) * [3] وليس إلَّا النزاع » يعني موجب الفساد وسفك الدماء وما شاكلهما وهو النزاع .
« وهو عين ما وقع منهم » في الاعتراض « فما قالوه في حق آدم هو عين ما هم فيه مع الحق » والاعتراض على الله عين النزاع مع من لا منازع له ، وجرح آدم عين سفك دمه لأنّه طلب عدم خلقه وإيجاده .



[1] م : اسمها .
[2] في بعض نسخ الفصوص : فما سبّحته بها ولا قدّسته تقديس آدم .
[3] البقرة ( 2 ) الآية 30 .

182

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 182
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست