متلفظا بها وقد تكون مسكوتا عنها . ) وذلك لأن المحل قد يقتضى إظهارها ، كالأحكام الشرعية ، وقد يقتضى سترها ، كالأسرار الإلهية التي سترها الحق عن الأغيار . فالمنطوق بها : ( مثل قول لقمان لابنه : ( يا بنى إنها . ) أي ، أن ( القصة ) [3] ( ( إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله ) . ) فهذه حكمة منطوق بها . ( وهي أن جعل الله هو الآتي بها . ) أي ، جعل لقمان الله آتيا بتلك الحبة . ( وقرر ذلك ) الكلام . ( الله تعالى في كتابه ، ولم يرد هذا القول على قائله . ) ( وأما الحكمة المسكوت عنها ، وقد علمت ) تلك الحكمة ( بقرينة الحال . فكونه سكت عن المؤتى إليه بتلك الحبة ، فما ذكره ، ولا قال لابنه : يأت بها الله إليك ، ولا إلى غيرك . فأرسل الإتيان عاما ) أي ، جعل لقمان الموتى إليه عاما ، ما عين ولا خصص بقوله : إليك ، أو إلى غيرك . كما عين الآتي وهو الله ، والمأتي به وهو الحبة . ( وجعل المؤتى به في السماوات إن كان ) أي ، إن كان ذلك فيها . ( أو في الأرض . ) إن كان فيها . ( تنبيها لينظر الناظر في قوله : ( وهو الله في السماوات و في الأرض ) . ) أي ، ليتنبه الناظر من قوله : أو في السماوات أو في الأرض . وينتقل ذهنه من هذا القول إلى قوله : ( وهو الله في السماوات وفي الأرض ) .
[3] - قوله ، عليه السلام : ( يا بنى إنها . . . ) هو ضمير ( القصة ) . نظير ضمير الشأن المذكور . وبه صرح العارف الجامي وغيره . وبعضهم أرجع الضمير إلى ( الحبة ) . ولا يخفى بشاعته .