بها كفىّ - يعنى الطعنة [1] ) .
( فهو ) أي فصّ الحكمة الملكيّة عن الكلمة المذكورة ( قول الله عن لوط :
* ( لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ ) * [ 11 / 80 ] ) * والظاهر أنّ « لو » هاهنا للتمنىّ ، أي ليتني بكم قوّة تستخرج منّى ما هو بالقوّة في هذا النوع الكمالي من الظهور على الكلّ بكلامه المعرب عن الأمر بتمامه .
وذلك أنّ كلّ نبىّ إنّما يظهر منه ما يسأل ألسنة قوّة قومه وقابليّة أمّته ، فإنّه لو لم يكن في قوّة قابليّة القوم ما يقوى به النبىّ في إظهار كمال النبوّة وتمامها لا بدّ له من الالتجاء إلى القبيلة الختميّة والانخراط فيهم على ما اقتضى التّوجه الأصلي ولاستعداد الفطري من إظهار ذلك بمعاونة من في حيطته يتمّ الأمر والانخراط في سلك من يظهر به ذلك ، وإلى ذلك أشار مفصحا عنه : * ( أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ ) * [ 11 / 80 ] .
( فقال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم [1] : « رحم الله أخي لوطا ، لقد كان يأوى إلى ركن شديد » ) والتعبير عنه ب « أخي » إشعار بتلك النسبة .
( فنبّه صلى الله عليه وسلَّم أنّه كان مع الله ) في صورة جمعيّة الختميّة ، ولكن ( من كونه شديدا ) : أي من هذه الحيثيّة ، ( والذي قصد لوط عليه السلام : القبيلة « بالركن الشديد » ، والمقاومة بقوله : * ( لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً ) * ، وهي الهمّة هنا

[1] قال القيصري ( 798 ) : « معنى البيت : إني شددت بالطعنة كفى أي مسكت الرمح قويّا فضربت به العدوّ ، فأوسعت ما فتقت الطعنة حتى يرى القائم ما وراء تلك الطعنة من جانب آخر ، كأنه جعل موضع الطعنة مثل شبّاك يرى منها ما وراءها » .
[1] تفسير الطبري : هود / 80 ، 11 / 53 . الدر المنثور : هود / 80 ، 4 / 459 - 460 . عفيفي : يرحم اللَّه .

534