responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : علي بن محمد التركه    جلد : 1  صفحه : 497


أوجد الشيء بعد أن لم يكن عند الأمر بالتكوين إلَّا نفسه ) وليس للحقّ تعالى سوى الأمر فقط ، ( فأثبت الحقّ تعالى [1] أنّ التكوين للشيء نفسه ، لا للحقّ ، والذي للحقّ فيه أمره خاصّة ، وكذا أخبر عن نفسه ) بشهادة أداة الحصر على الأمر ( في قوله : * ( إِنَّما أَمْرُه ُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَه ُ كُنْ فَيَكُونُ ) * [2] [ 36 / 82 ] فنسب التكوين لنفس الشيء عن أمر الله ) فإنّ الغاية للإرادة وتوجّه الذات بالتخصيص الأمري إلى الشيء إنّما هو تكوينه ، فلذلك قال : * ( فَيَكُونُ ) * أي بدون فاعل من خارج ، وللإشعار بأن الشيء هي الغاية قال : « لنفس الشيء » باللام دون إلى .
( وهو الصادق في قوله ) . هذا ما يدلّ على ما ذكرنا بحسب منطوق النقل ( وهذا هو المعقول ) أيضا ( في نفس الأمر ، كما يقول الآمر - الذي



[1] إن الحق الحقيق بالتصديق هو أن أمره تعالى المعبر عنه بلفظ « كن » إن هو إلا تجلى شمس حقيقتنا وإشراقها المفيدة على هياكل قوابل أعيان الأشياء ، وذلك التجلي الإشراقي يظهر في كل مكانة ومرتبة بحسبها ، ففي مرتبة بطور الإبداع ، وفي أخرى بطور الأثر ، وفي صورة بطور الخلق أو التكوين - وعلى هذا القياس - ومراتب أكوان الأشياء كالدرة البيضاء والدرة الصفراء والخضراء والحمراء لا لون له في نفسه [ . . ] أصلا - نوري . فاتضح مما أظهرنا هاهنا أن أمره تعالى مع كونه إشراقا ومفاضا ( ظ ) فائضا عن حضرة شمس الحقيقة بالذات ومتنزها [ . . ] عن التلوين والتلون في نفسه ، فهو نور وتنوير ، والنور لا لون له ، والألوان والتلونات ناشية من ناحية الماهيات المظلمة بالذات . قال عزّ من قائل : * ( وَمن أَحْسَنُ من الله صِبْغَةً ) * [ 2 / 138 ] وسرّ الأحسنية هو صبغته تعالى نورا وتنويرا وكون الماهيات المظلمة الذوات وهو السواد والظلمة إذا امتزج بالصبغة النورية الإشراقية تتفاوت مراتب الامتزاج والازدواج شدة وضعفا ، وتتراءى أنحاء من الألوان بياضية صفراوية حمراوية خضراوية + نوري .
[2] في النسخة وكذا نسخ الفصوص : « إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناه ُ أَنْ نَقُولَ لَه ُ كُنْ فَيَكُونُ » والصحيح ما أثبتناه عن القرآن الكريم .

497

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : علي بن محمد التركه    جلد : 1  صفحه : 497
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست