نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : علي بن محمد التركه جلد : 1 صفحه : 468
( إلَّا أنّه يوجعهم لفرقة المألوف ) وهي مؤلمة من حيث أنّه تفرّق اتّصال ، فهو * ( عَذابٌ أَلِيمٌ ) * ، ( فباشرهم العذاب ، فكان الأمر إليهم أقرب مما تخيّلوه ) من الإمطار والإفاضة وما يترتّب على ذلك مما يؤول إلى ما ينفعهم ( فدمّرت * ( كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّها ) * ) من العلائق العائقة عن بلوغهم إلى الكمال ( * ( فَأَصْبَحُوا لا يُرى إِلَّا مَساكِنُهُمْ ) * [ 46 / 25 ] وهي جثثهم ) الأصليّة الوجوديّة الجوهريّة [1] ، دون الجعليّة الكونيّة الوهميّة ، وهي ( التي عمّرتها أرواحهم الحقّية ) الوجوديّة بمجرّد انتسابها إليها . ( فزالت حقّية هذه النسبة الخاصّة ) وهي نسبة روح الوجود [1] إلى هذه التفرقة الكونيّة التشخّصية ، التي بها عمرت جثثهم بنسبة الأرواح ( وبقيت على هياكلهم ، الحياة الخاصّة بهم ) وهي الحياة العامّة الجوهريّة الوجوديّة التي بها حيّت الجمادات الواصلة إليها ، دون المشخّصة الكونيّة العرضيّة ، وتلك الحياة الوجوديّة هي التي قال : إنّها ( من الحقّ التي تنطق بها الجلود والأيدي والأرجل ، وعذبات الأسواط والأفخاذ [2] ) . واستشعار الوجه الشهادي من هذا لا يخفى على من له ذوق المقامات
[1] يعني الأجساد الملكوتية المثالية التي هي نشأتها نشأة الدهر الأيسر ، المنزه عن خبائث الأعراض التي هي من لوازم النشأة الهيولانية الظلمانية ، والنشأة الدهريّة بأيمنها وأيسرها وأعلاهما وأسفلهما بجملتيها إنما هي النشأة الجوهريّة المقدسة عن الاختلاط والامتزاج بالكثافات العرضية التي هي خاصة الهاوية الهيولانية التي هي قاعدة مخروط الظلمة والكثافة - نوري . [2] إشارة إلى ما ورد في الحديث ( المسند : 3 / 84 ) : « لا تقوم الساعة حتى يكلم السباع الإنس ويكلم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله ، ويخبره فخذه بما حدث أهله بعده » . العذب - واحدته عذبة - : علايق السياط . عذب السوط : جعل له علاقة . [1] م : الروح الوجود .
468
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : علي بن محمد التركه جلد : 1 صفحه : 468