الذي ثبت عنده أنّه عليه السّلام قال [1] : « من رآني في النوم فقد رآني في اليقظة » ) - وذلك لختم صورته وتمام إحاطته فيها - ( « فإنّ الشيطان لا يتمثّل على صورتي » [1] ) لكونه محاطا فيها - ولذلك تراه عارض آدم وقابله ، وأسلم على يده وأذعن له [2] - ( فرآه تقيّ بن مخلد ، وسقاه النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم في هذه الرؤيا لبنا ، فصدّق تقيّ بن مخلد رؤياه فاستقاء ، فقاء لبنا ولو عبّر رؤياه لكان ذلك اللبن علما ) لأنّه أوّل ما يظهر بصورة الحياة ويغتذي به الحيوان ، فيصير حيّا كما أنّ العلم أوّل ما يتعيّن به الذات فيظهر به عالما ولأنّه أكرم ثمرة أثمرها

[1] ورد الحديث بألفاظ مختلفة ، روى سليم ( كتاب سليم : 2 / 823 ، ح 37 ) عن علي عليه السّلام : « . . . فإن رسول الله صلَّى الله عليه وآله قال : من رآني في المنام فقد رآني ، فإن الشيطان لا يتمثل بي في نوم ولا يقظة ، ولا بأحد من أوصيائي إلى يوم القيامة » . وروى الصدوق ( الفقيه : كتاب الحج ، باب ثواب زيارة النبي ، 2 / 585 ، ح 3191 ) عن الرضا عليه السّلام : « . . . أن رسول الله صلَّى الله عليه وآله قال : من رآني في منامه فقد رآني ، لأن الشيطان لا يتمثّل في صورتي ولا في صورة أحد من أوصيائي . . . » راجع أيضا عيون أخبار الرضا عليه السّلام : 2 / 257 ، الباب 66 ، ح 11 . أمالي الصدوق : المجلس 15 ، ح 11 ، ص 121 . وفي مسلم ( كتاب الرؤيا ، باب قول النبي صلَّى الله عليه وآله من رآني في المنام ، ح 10 : 4 / 1775 ) : « من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي » . وفيه ( ح 11 ) : « من رآني في المنام فسيراني في اليقظة - أو لكأنما يراني في اليقظة - لا يتمثل بي الشيطان » . وفي البخاري : التعبير ، باب من رأى النبي في المنام ، 9 / 42 : « من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ، ولا يتمثل الشيطان بي » وأيضا ( نفس الصفحة ) : « من رآني في المنام فقد رآني ، فإن الشيطان لا يتخيّل بي . . . » . وفيه أيضا : « من رآني فقد رأى الحق » . وفي المسند ( 3 / 55 و 5 / 306 ) : « من رآني فقد رآني الحق فإن الشيطان لا يتكون بي » . راجع ألفاظه المختلفة في كنز العمال ( 15 / 383 - 381 . ح 41490 - 41472 ) .
[1] راجع ما أورده ابن عربي حول رؤية رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله في المنام في الفتوحات : 4 / 27 .
[2] يعني قابل آدم وقابله ، وأذعن للنبي صلَّى اللَّه عليه وآله . إشارة إلى ما ورد من الحديث المعروف : « إن شيطاني أسلم على يدي » .

355