responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : علي بن محمد التركه    جلد : 1  صفحه : 184


المتقابلات - على ما مرّ غير مرّة - فلا تغفل عنه فإنّه مفتاح لمقفّلات كنوز الرموز الختميّة ، فإنّه ما يعرف ذلك التنزيه غير المتحقّق بالتوحيد الذاتي المختصّ بالورثة الختميّة .
وممّا لا بدّ منه هاهنا أن تعلم أنّ استفاضة الحقائق لها طريقان :
أحدهما نظريّ عقليّ وراء الحجب الكونيّة والدلائل النظريّة ، والحاصل من هذا الطريق إنّما هو حصر عقليّ على ما لذوي المذاهب الجعليّة من الصور الاعتقاديّة وهذا مسلك أهل العقل ، كما يلوّح عليه لفظ العقل والعقد .
والثاني كشفيّ قلبيّ [1] ، إنّما يدلّ عليه الصور الوجودية الأصليّة التي [ ألف 250 ]



[1] محصل معنى تلك الدلالة التي المنزهة [ كذا مهملة . ظ : للمنزهة ] عن تطرق الوضع الجعلي العامي إليه ، هو كون الصور الوجوديّة الأصليّة صور موجودات عينية ، بل وجودات نورية إلهيه ، هي حقائق حرفية وكلمات وأرواح كلية إلهية ، منزل تلك الحقائق النورية الحرفية والكلمات التامات الإلهية إلى عالمنا هذا بالوساطة الملكية في كسوة الصور الوجودية الخلقية القدريّة الكيانية ، كما في العالم الكبير الخلقي الطبيعي بالنزول التكويني . وأما في كسوة الصور الحرفية المعروفة بين العامة ، المسموعة لكل ذي سمعة ، والمرئية لكل رؤية بالنزول التشريعي المعروف بالطريق التدويني ، وإن كان كل من الطريقين حسب الوساطة الملكيّة تكوينيا إيجابيا . وجهة التقابل والمغايرة في وجه هو كون محل النزول في الطريق التكويني المقابل للتشريعي هيولى العالم الطبيعي المعروف المكشوف ، وكون محل النزول الحاصل للتشريعي هو نفس النبي المبعوث بالشريعة . ولتلك الصور - الوجودية الكيانية الكلامية من وجه ، والكتابية من وجه آخر - دلالات طبيعيّة بوضع إلهي لا يعرف كيفية دلالتها إلا من علَّمه الله تعالى حقائق أسمائه الحسنى . كما قال جل من قائل : وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْماءَ كُلَّها ) * [ 2 / 31 ] علَّمه بِالْقَلَمِ ) * [ 96 / 4 ] ما لم يكن يعلم وذلك الضرب الخفي من التعلم لا يتحقق به إلا من يعلم أو يتعلم من حضرة الحق تعالى بلا وساطة ملكية ، بأن يكون المتعلم بهذا الوجه تلميذا له تعالى ، والأسماء الحسنى إن هي حقائق الأشياء . وأما وجه الاختصاص بالطريق التشريعي ، ففيه وجهان : وجه لا يعرف تعرف كيفية دلالتها إلا من علمه الله حقائق الأسماء والأشياء - كما قرّرناه في باب التكوينيات - وهي معروفة بكون لسانها لسان الولاية ، ولغاتها لغات الوراثة ، ولا يرثها إلا من تولى الله تعليمه بنفسه ، الذي هو يتولى الصالحين الله وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ من الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ ) * [ 2 / 257 ] ، وأما الوجه الآخر - وهو المعروف بلسان النبوة - فهو بالوضع الجعلي المعروف بين العامة الذي هو ملاك تبليغ الرسالة العامية العامة للعام والخاص - نوري .

184

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : علي بن محمد التركه    جلد : 1  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست