نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : علي بن محمد التركه جلد : 1 صفحه : 17
من الانطباع ، فاقتضى الأمر التنزّل نحو مادّة قابلة لبروز تلك التفاصيل فيها بأعينها وذواتها ، وهو « الهباء » ، المسمّى في عرف المشّاءين ب « الهيولى » . وهي لذاتها وبما جبّلت عليه من القبول تصوّر فيها من العقل بعد هو الطول ، ومن النفس آخر هو العرض ، ومن المركز - الذي هو متوجّه هذه الحركة الظهوريّة الإيجاديّة - آخر هو العمق فحصل الجسم الكلّ [1] وتشكَّل بما هو مقتضى الحقائق أولا - يعني الكرويّة - فكان الفلك المسمّى ب « عرش الرحمن » لاستوائه - سبحانه - عليه به [2] ، من حيث أنّ الوجود تمّ ظهوره به ، وبلغ كماله فيه ، واستقرّ سلطانه وجلاله عليه . ثمّ أنّه قد غلب فيه حكم الإجمال - بناء على ما تقرّر من سريان حكم التعيّن الأوّل على كل ما تعيّن أولا في أيّ مرتبة كانت ، على ما نبّهت عليه في مرتبة الأمر - فظهر فلك آخر يسمّى ب « الكرسي » ، وفيه تفصيل - كما في سائر الثواني من المراتب ، وهو أنّ الكلمة فيه انقسمت إلى الأمر والنهي ، ولذلك يقال له : « موضع القدمين » ، لأنّ الكلمة آخر المراتب والتنزّلات - على ما ستقف عليه إن شاء الله - . ثمّ ظهر فلك آخر فيه تفصيل البروج الاثني عشر وتقسيمها الفرضي ، وهو المسمى ب « فلك البروج » و « الفلك الأطلس » ، إذ لا [ ألف / 233 ] كوكب فيه ، ثمّ « فلك الكواكب الثابتة » الذي [3] ظهر فيه التفصيل بكماله وبرز [ ت ] الكثرة
[1] د : الجسم الكلي . [2] أي بالرحمن ( ح ) . [3] د : التي .
17
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : علي بن محمد التركه جلد : 1 صفحه : 17