نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : علي بن محمد التركه جلد : 1 صفحه : 110
وعبادة ، ومن هاهنا ترى [1] العبادة الواردة في التنزيل مفسرة بالعرفان . وإذ لا يخفى على من تصفّح كلام القوم أنّهم يشيرون إلى منتهى مقام العبد وآخر مراتب عروجه ب « الموقف » و « الموطن » كما يشيرون ب « القدم » إلى خصوصيّة منهجه ومواطئ طريقه ومسلكه - حيث يقولون : « فلان على قدم آدم » ، و « فلان على قدم إبراهيم » - لا احتياج في تبيين معنى الوقوف هاهنا إلى تعسّف واضطراب [1] . وإذا كان مقتضى جبلَّة الملائكة وما أعطته ذاتها إيّاها إنّما هو الأوصاف العدميّة والأسماء التنزيهيّة ، استولى عليها قهرمان هذا الاقتضاء ( فغلب عليها )
[1] سرّ ذلك هو كون العمل فرع العلم وأثره ، وإن كان العلم ثمرة شجرة العمل والأثر المترتب عليه ، فكل منهما أصل للآخر ولكن كل بوجه ، كما هو شأن الشجر والثمر ، ومع ذلك يكون الشجر تبعا للثمر ومقصودا بالعرض . والثمر هو الغاية والغرض ، كما لا يخفى - نوري . نسبة العلم إلى العمل إيجابية وبالعكس إعداديّة ، هذا هو معنى قولنا : « ولكن كل بوجه » وفي تقديم حرف اللام في « العلم » على حرف الميم إشارة خفيّة إلى الترتيب الإيجابي كما أشرنا ، إذ حرف اللام حرف الأمر وحرف عالمه ، وحرف الميم حرف الخلق وحرف عالمه - كما هو مشرب ابن سينا وجل من الأجلة - وللأمر تقدم على الخلق إيجادا ونزولا . وتقدم الميم على اللام في العمل كاشف عن الترتيب الأعدادي العروجي ، حسبما قررنا - نوري . لا يخفى على أولي النهي أن من هاهنا صار مادة العلم والعمل واحدة ( ع ، ل ، م ) ، فحرف العين في « العلم » بتقدّمه إشارة إلى العلم الإجمالي . وحرفا « اللام » و « الميم » إشارة إلى التفصيلي منه . والإجمال عين التفصيل وبالعكس فلا تغفل - نوري . قول المحشي : « كما هو مشرب ابن سينا وجل من الأجلة » إشارة إلى ما أورده ابن سينا تفسيرا للحروف المقطعة القرآنية في رسالته النيروزية ، وتبعه على ذلك جمع من الأعلام ، منهم صدر المتألهين في تفسير القرآن ( 1 / 220 ) . [1] راجع شرحي الكاشاني والقيصري .
110
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : علي بن محمد التركه جلد : 1 صفحه : 110