نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : علي بن محمد التركه جلد : 1 صفحه : 108
خزائن صور المعاني دنيا وآخرة ، يكون جميع الأسماء ظاهرة بالضرورة ( في هذه النشأة الإنسانيّة فحازت ) الصورة الإلهيّة ( رتبة الإحاطة ) بالحدوث والقدم ( والجمع ) بين التفرقة والجمع ( بهذا الوجود ) الكوني ( وبه ) - أي بهذا الوجود الكوني ، وترتيب مقدّمات نشأته الواقعة على صورة الشكل الأوّل البيّن المنتج لسائر المتقابلات والنقائض - ( قامت الحجة لله تعالى على الملائكة ) فيما ادّعوا من استحقاقهم الخلافة وعدم استيهال آدم لها . ثمّ بعد تحقيقه هذا أخذ في موعظة منه للطالبين - من العاكفين على ما أعطاهم أفهامهم وأحوالهم من العلوم والمعارف ، موروثة كانت من أعمالهم أو مكتسبة لأفكارهم وأنظارهم ، تنبيها على أنّه ما من رتبة في العلم باللَّه إلَّا فوقها مراتب ، وتشويقا لهم بأنّه ما من منقبة يتوقّف عندها أهل العلم ويفتخر بها ، مطمئنّا لديها ، إلَّا وفوقها مناقب - بقوله : ( فتحفّظ ، فقد وعظك الله بغيرك ، وانظر من أين اتي على من اتي ) على صيغة المجهول ، إنما يستعمل في المكاره . وقوله : ( فإنّ الملائكة ) تعليل لقيام الحجّة بالإنسان على الملائكة وبيان لما اتي عليهم ، وأنّه من أين اتي عليهم . وذلك أنّ الملائكة لمّا لم يكن لها قدم في النشأة الإطلاقيّة الجمعيّة التي إنّما تترتّب عليها الخلافة الإلهيّة ، وإنّما يؤسّس عليها أركان العبادة الذاتيّة [1] ما أمكن لها الوقوف على أحكام تلك الخلافة ، ولا على
[1] قوله : « أركان العبادة الذاتية » يمكن أن يكون احترازا عن العبادة الصفاتيّة والأسمائيّة ، فإن العبادة الذاتيّة لا تتصوّر ولا تتيسّر إلا ممن هو صاحب الجمعيّة الإطلاقيّة ، وليس للملائكة الذين كل منهم له مقام معلوم أي يكون كل منهم مظهر اسم من الأسماء الإلهيّة ومجلاة ظهور سلطانه ومرآة قهرمان حكمه ، فلا تعطي نشأة تعيّنهم وتقيد كل منهم بالمظهريّة الخاصة الاختصاصيّة باسم من الأسماء إلا العبادة الصفتيّة والاسميّة الاختصاصيّة ، بخلاف الإنسان الجامع الكامل صاحب الجمعيّة الإطلاقيّة ، فإنه يتمكن من عبادة صرف حضرة الذات الإطلاقية فانيا عن رؤية الصفة وحكمها أيضا - نوري .
108
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : علي بن محمد التركه جلد : 1 صفحه : 108