نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : خواجه محمد پارسا جلد : 1 صفحه : 298
و إنّما تركناه [1] لكمال المعرفة ، فإنّ المعرفة لا تقتضيه بحكم الاختيار . فمتى تصرّف العارف بالهمّة في العالم فعن [2] أمر إلهىّ و جبر لا باختيار . و لا نشكّ [3] أنّ مقام الرّسالة يطلب التصرّف لقبول الرّسالة الَّتي جاء بها ، فيظهر عليه ما يصدّقه عند امّته و قومه ليظهر دين الله ، و الولىّ ليس كذلك . و مع [4] هذا فلا يطلبه الرّسول في الظَّاهر ، لأنّ للرّسول الشفقة على قومه ، فلا يريد أن يبالغ في ظهور الحجّة عليهم ، فإنّ في ذلك هلاكهم : فيبقى عليهم . و قد علم الرّسول أيضا أنّ الأمر المعجز إذا ظهر للجماعة ، منهم [5] من يؤمن عند ذلك و منهم من يعرفه و يجحده و لا يظهر التّصديق به ظلما و علوا و حسدا و منهم من يلحق ذلك بالسّحر و الإيهام . فلمّا رأت الرّسل ذلك و أنّه لا يؤمن إلَّا من أنار الله قلبه بنور الإيمان : و متى [6] لم ينظر الشّخص بذلك النّور المسمّى ايمانا فلا ينفع في حقّه الأمر المعجز . فقصرت الهمم عن طلب [7] الأمور المعجزة لما لم يعمّ أثرها في النّاظرين و لا في قلوبهم كما قال في حقّ أكمل الرّسل و اعلم الخلق و أصدقهم في الحال « إِنَّكَ لا تَهْدِي [8] من أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ الله يَهْدِي من يَشاءُ » . و لو كان للهمّة اثر و لا بدّ [9] لم يكن احد اكمل من رسول الله - صلَّى الله عليه و سلَّم - و لا أعلى [10] و لا أقوى همّة [11] منه ، و ما أثرت في إسلام ابى طالب عمّه ، و فيه نزلت الآية الَّتي ذكرناها [12] : و لذلك قال
[1] و : تركه . س : تركناه بكمال المعرفة . [2] و : فمن امر . [3] د ، س ، و : و لا شك . [4] س : وقع مع هذا . [5] د ، س ، و : فمنهم . [6] س : و في لم يتطر . [7] و : عن طلب المعجزة . [8] س : يهتدى . [9] س : و الأبد . [10] س : و لا اعلى و اقوى . [11] و : عمّه منه . [12] د : ذكرنا .
298
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : خواجه محمد پارسا جلد : 1 صفحه : 298