نام کتاب : روح التوحيد رفض عبودية غير الله نویسنده : السيد الخامنئي جلد : 1 صفحه : 25
بسبب هذه الأطروحة ، اندفع المؤمنون صوب الدعوة باشتياق ولهفة وولع شديد وأسلموا لها ، ولهذا السبب أيضاً هبّ المعارضون والكافرون ليقاوموا نداء التوحيد بوحشية وضراوة ، وليصعّدوا عداءهم يوماً بعد يوم . هذه الحقيقة التاريخية ، بمقدورها أن تكون معياراً لتقييم صحة أو عدم صحة ادّعاء التوحيد في كل زمان ومكان . من الصعب أن نصدّق وجود التوحيد في نفوس قوم يشبهون موحدي مكة قبل ظهور الإسلام . التوحيد المهادن . . التوحيد المداهن مع كل الأنداد والآلهة المزيفة . . التوحيد الذي لا يعدو أن يكون فرضية ذهنية ، ليس إلا نسخة ممسوخة لتوحيد الأنبياء . . ومن الطبيعي أن يخلو مثل هذا التوحيد من ديناميكية دعوة الأنبياء . من خلال هذه الرؤية نستطيع أن نفهم سبب انتشار نور الإسلام وتقدّمه في العصور المتقدمة ، وسبب تراجعه وتقهقره وضعفه في العصور المتأخرة . إسلام رسول الله ( ص ) كان يضع التوحيد أمام الناس باعتباره طريقاً ومسلكاً ، وإسلام العصور التالية طرح التوحيد باعتباره نظرية يدور حولها البحث والجدل في المجالس والمحافل . كان الكلام هناك يدور حول تصور جديد للعالم ونظرية جديدة لحركة الحياة ، وهنا الكلام يدور حول مسائل كلامية فرعية خالية من كل عطاء حي . كان التوحيد هناك يشكّل الهيكل العظمي للنظام القائم ، والمحور لكل العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ؛ وهنا يتمثل في لوحة فنية جميلة معلّقة في صالة ، الهدف منها إكمال مظاهر الزينة في الصالة . وأي دور فعال يمكن أن نتوقعه من مثل هذه الظاهرة الكمالية ؟ ! * * * مما تقدّم يتضح أن التوحيد من منظار عملي أطروحة للمجتمع ومنهج
25
نام کتاب : روح التوحيد رفض عبودية غير الله نویسنده : السيد الخامنئي جلد : 1 صفحه : 25