نام کتاب : روح التوحيد رفض عبودية غير الله نویسنده : السيد الخامنئي جلد : 1 صفحه : 26
للحياة وقاعدة للنظام الذي اعتبره الإسلام متناسباً مع طبيعة الإنسان ونموّه وسموّه ؛ وهو من منظار نظري يشكّل القاعدة الفكرية الفلسفية لذلك النظام . بعد هذه التمهيدات ، نستطيع أن نعود إلى بداية المقال ، وندرس المسألة من الزاوية الخاصة التي استهدفناها فيه . قلنا : إن المجابهات الأولى التي واجهها نداء التوحيد انطلقت من ذوي القدرة والسلطة في المجتمع ، وهذا مؤشر يثبت أن الضربة التي وجهها هذا الشعار اتجهت أول ما اتجهت وأكثر ما اتجهت نحو تلك الفئة المقتدرة المسلّطة ، أو نحو الفئة المستكبرة على حد التعبير القرآني . وقلنا : إن الدعوات التوحيدية في مختلف عصور التاريخ ، ما أن انطلقت في المجتمع حتى اتخذت موقفها الواضح من المستكبرين . وعلى أثر هذا الموقف ، انقسم المجتمع إلى فئتين متناقضتين : الفئة المعارضة المستكبرة والفئة المؤمنة المستضعفة . وقلنا أخيراً : إن رد الفعل الذي تبديه هاتان الفئتان تجاه رسالة التوحيد هي الخاصة التي تميّز التوحيد الحقيقي الأصيل . أي أن التوحيد - متى ما أُعلن بمفهومه الأصيل وبشكله الصحيح - يواجه هذه المجابهات وردود الفعل الاجتماعية . والآن علينا أن نتفحص أبعاد التوحيد لنرى أي بُعد من هذه الأبعاد يتعارض مباشرة مع مصالح الطبقة المستكبرة ويصطدم مع وجودها . بعبارة أخرى : علينا أن نفهم تلك النظرة التوحيدية التي تستثير المستكبرين وتدفعهم إلى اتخاذ موقف المجابهة الحادة . تفهّم شخصية المستكبر في القرآن الكريم تعيننا كثيراً على فهم هذا الموضوع . القرآن الكريم يعطي في أكثر من أربعين موضعاً صورة عن المستكبر ، وخصائصه النفسية ، ومكانته الاجتماعية ، وأهدافه ، وأطماعه التوسعية
26
نام کتاب : روح التوحيد رفض عبودية غير الله نویسنده : السيد الخامنئي جلد : 1 صفحه : 26