نام کتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء نویسنده : إخوان الصفاء جلد : 1 صفحه : 53
والجنوب والشمال والأوتاد الأربع [1] الطالع والغارب ووتد السماء ووتد الأرض والمكونات الأربع التي هي المعادن والنبات والحيوان والإنس . وعلى هذا المثال وجد أكثر الأمور الطبيعية مربعات . وأعلم بأن هذه الأمور الطبيعية إنما صارت أكثرها مربعات بعناية الباري - جل ثناؤه - واقتضاء حكمته لتكون مراتب الأمور الطبيعية مطابقة للأمور الروحانية التي هي فوق الأمور الطبيعية وهي التي ليست بأجسام وذلك أن الأشياء التي فوق الطبيعية على أربع مراتب أولها الباري - جل جلاله - ثم دونه العقل الكلي الفعال ثم دونه النفس الكلية ثم دونه الهيولى الأولى وكل هذه ليست بأجسام . وأعلم يا أخي - أيدك الله وإيانا بروح منه - بأن نسبة الباري - جل ثناؤه - من الموجودات كنسبة الواحد من العدد ونسبة العقل منها كنسبة الاثنين من العدد ونسبة النفس من الموجودات كنسبة الثلاثة من العدد ونسبة الهيولى الأولى كنسبة الأربعة . وأعلم يا أخي - أيدك الله وإيانا بروح منه - بأن العدد كله آحاده وعشراته ومئاته وألوفه أوما زاد بالغاً ما بلغ فأصلها كلها من الواحد إلى الأربعة وهي هذه " 1 2 3 4 " . وذلك أن سائر الأعداد كلها من هذه يتركب ومنها ينشأ وهي أصل فيها كلها : بيان ذلك أنه إذا أضيف واحد إلى أربعة كانت خمسة وإن أضيف اثنين إلى أربعة كانت ستة وإن أضيف ثلاثة إلى أربعة كانت سبعة وإن أضيف واحد وثلاثة إلى أربعة كانت ثمانية وإن أضيف اثنان وثلاثة إلى أربعة كانت تسعة وإن أضيف واحد واثنان وثلاثة إلى أربعة كانت عشرة . وعلى هذا المثال حكم
[1] الأوتاد الأربع : هي المنازل الأربع الرئيسة بين الاثنتي عشرة منزلة من منطقة البروج سميت أوتاداً لأنها أقوى منازل منطقة البروج وهي التي تقرر المصير في التنجيم ولهذا سمي كل منها برج السعادة وأصل الكائن وقولهم هنا الأوتاد الأربع لأنها بمعنى المنازل
53
نام کتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء نویسنده : إخوان الصفاء جلد : 1 صفحه : 53