responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء نویسنده : إخوان الصفاء    جلد : 1  صفحه : 19


وعقل الأمور ، وفهم وصايا الله ووعده ووعيده ، فأهمل أمر الدين ولم يتعظ ، وانصرف إلى شهواته وملذاته ، وساءت سيرته وأعماله ، كانت نفسه شيطانة بالقوة . فإذا فارقت جسدها عند الموت صارت شيطانة بالفعل . وذلك أنها سلبت بموتها الحواس الخمس التي كانت تتناول بها ملذاتها الجسمانية ، فصارت ممنوعة عنها ، بعدما اعتادتها في الماضي من عمرها ، فلا هي تستطيع الرجوع إليها ، ولا هي تبلغ النعيم لتستغني عنها ، فيكون عذابها في شوقها إلى شهواتها الجرمانية ، وتبقى هائمة في الجو دون فلك القمر ، وتطرح بها أمواج الطبيعة في بحر الهيولى إلى كل فج عميق ، وهي مشتعلة بنيران شهواتها ، وتكون معذبة بذاتها من وزر سيئاتها وسوء عاداتها إلى يوم القيامة الكبرى . فهذه هي جنهم الكفار والأشرار والفساق والفجار .
وأما نفوس المؤمنين الصالحين فإنها ملائكة بالقوة ، فإذا فارقت أجسادها كانت ملائكة بالفعل . ومعنى القيامة الكبرى عند الإخوان هو رجوع النفس الكلية إلى عالمها الروحاني ، وخراب العالم الجسماني بعد فراقها .
جملة القول لم يعرض إخوان الصفاء رسائلهم الفلسفية بأسلوب علمي محكم التنسيق ، فجاءت مباحثهم وآراؤهم متراخية مفككة ، منتشرة هنا وهناك ، فيها عود وتكرار ، ومزج غريب اختلطت فيه الفلسفة التقليدية والعلوم الرياضية والطبيعية بخرافات من السحر والتنجيم ، وحكايات تشبه أمثال كليلة ودمنة وأسمار ألف ليلة وليلة ، فجاء فيها من كل فن خبر حتى جعلها المستشرق دي بور أشبه بدائرة معارف لاشتمالها على مجمل ما انتهت إليه علوم الأقدمين وعقائدهم ، على غير تعمق في عرض المسائل وبحثها وحلّها ، مع ما يتخللها من الرموز والأحاجي التي يتيه القارئ في دياميسها ؛ قال أبو حيّان التوحيدي : « قد رأيت جملة منها ، وهي مبثوثة من كل فن بلا إشباع ولا كفاية .

19

نام کتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء نویسنده : إخوان الصفاء    جلد : 1  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست