نام کتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء نویسنده : إخوان الصفاء جلد : 1 صفحه : 13
الكواكب ومقادير أجرامها ، وفنون الكائنات من الحيوان والنبات والمعادن ، وأصناف المصنوعات على أيدي البشر ، يرى الناس ظاهرها ولا يعرفون معاني بواطنها من لطيف صفة الباري ، ورابعها الكتب الإلهية التي لا يمسها إلا المطهرون الملائكة ، وهي جواهر النفوس وأجناسها وأنواعها وجزئياتها وتصاريفها للأجسام ، وما تصير إليه أمورها من انحطاط أو ارتفاع أو انبعاث وحساب ، أو جنان أو نيران ، أو مكث في البرزخ أو وقوف على الأعراف ، فكانت أكثر مذاكراتهم إذا اجتمعوا ، في علم النفس والحس والمحسوس ، والعقل والمعقول ، والنظر في أسرار الكتب الإلهية والتنزيلات النبوية ومعاني ما تتضمنه موضوعات الشريعة . وينبغي أيضاً أن يتذاكروا العدد والهندسة والتأليف والنجوم . القسم الرياضي وقد رأيناهم يجعلون القسم الرياضي أول أقسام رسائلهم ، لما للعدد من مقام خطير في فلسفتهم ؛ لأنهم تأثروا طريقة الفيثاغوريين ولا سيما المحدثين منهم ، فاعتبروا العدد أصل الموجودات ، ورتبوه على الأمور الطبيعية والروحانية ، واعتمدوا فيها المربعات لأنهم وجدوا عدد الأربعة في أكثرها ، فصار له شرف الصدارة عندهم ، مع ما لسائر الأعداد من الفضل في نسبة بعضها إلى بعض كما توجد النسبة في الأمور الطبيعية والأمور الروحانية . فمن ذلك قولهم في الرسالة الأولى : « إنّ الأمور الطبيعية أكثرها جعلها الباري ، جلّ ثناؤه ، مربعات مثل الطبائع الأربع التي هي الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة ؛ ومثل الأركان الأربعة التي هي النار والهواء والماء والتراب ؛ ومثل الأخلاط الأربعة التي هي الدم والبلغم والمرّتان : المرّة الصفراء والمرّة السوداء ؛ ومثل الأزمان الأربعة التي هي الربيع والصيف والخريف والشتاء ؛ ومثل الجهات الأربع ، والرياح
13
نام کتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء نویسنده : إخوان الصفاء جلد : 1 صفحه : 13