نام کتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء نویسنده : إخوان الصفاء جلد : 1 صفحه : 11
إسم الكتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء ( عدد الصفحات : 452)
محيطة بما تحوي الهيولى من المصنوعات ، فإذا هي أفلاك روحانية محيطات بعضها ببعض . » « أو هل لك أن ترقد من أول ليلة القدر حتى المعراج في حين طلوع الفجر ، حيث أحمد المبعوث في مقامه المحمود ، فتسأل حاجتك المقضيّة ، لا ممنوعاً ولا مفقوداً ، وتكون من المقرّبين ؟ وفقك الله ، أيها الأخ البارّ الرحيم ، وجميع إخواننا لفهم هذه الإشارات والرموز . » ومهما يكن من أمر هذه الرموز والإشارات وادعاء الإخوان أن وراءها أسراراً إذا انكشفت ظهرت حقائقها ، فإنها مدعاة للشك في إسلامهم ، فكلامهم على يسوع أنه عن ميمنة عرش الرب قد قرب مثواه كما يقرب ابن الأب ، ينطبق على العقيدة المسيحية لا على العقيدة الإسلامية . ثم ما ذكروا بعده من أسماء يونانية وفارسية ، يكتنفها النور السماوي ، يدخل بهم إلى هيكل الوثنية ، ويحمل المسلمين على اتهامهم ، وإساءة الظن بهم . وجاء تكتمهم في اجتماعاتهم مساعداً على الريبة بهم ، فقالوا فيهم إنهم جماعة ترمي إلى غاية سياسية يقصدون بها قلب السلطان والدين معاً ، ولكنهم لم يستطيعوا إثبات هذه التهمة عليهم ، لأن سلوكهم بين الناس لم ينمّ على اشتغالهم بالسياسة ، لما تحلوا به من فضائل الزهد في الدنيا ، والمحبة والوفاء والصدق والأمانة ، وإن أخذت على بعضهم أقوال يلمح منها أنهم يؤثرون الفلسفة على الشريعة ، أو ظهرت في رسالة الحيوان والإنسان ثورتهم على المجتمع والأديان المتوارثة . أقسام رسائلهم وإذا كان الإخوان قد آثروا الاستتار في اجتماعاتهم ، فلم يأذنوا للغرباء بحضور مجالسهم ، والاستماع إلى أحاديثهم ومناقشاتهم ، فلا يعني ذلك أنهم حجبوا آراءهم وعقائدهم عن الناس ، بل كان من سياستهم إذاعتها والدعوة لها ، لاجتلاب الأتباع والأنصار والمؤيدين ، فظهرت رسائلهم وانتشرت على
11
نام کتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء نویسنده : إخوان الصفاء جلد : 1 صفحه : 11