نام کتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء نویسنده : إخوان الصفاء جلد : 1 صفحه : 10
آخر ، بل يقبلون جميع المذاهب والأديان ويرجعون بها إلى مبدأ واحد وعلة واحدة ، فمذهبهم يستغرق المذاهب كلها كما يزعمون : « وبالجملة ينبغي لإخواننا ، أيّدهم الله تعالى ، أن لا يعادوا علماً من العلوم ، أو يهجروا كتاباً من الكتب ، ولا يتعصبوا على مذهب من المذاهب ، لأن رأينا ومذهبنا يستغرق المذاهب كلها ويجمع العلوم جميعها ، وذلك أنه هو النظر في جميع الموجودات بأسرها ، الحسيّة والعقلية ، من أولها إلى آخرها ، ظاهرها وباطنها ، جليّها وخفيّها ، بعين الحقيقة من حيث هي كلها من مبدأ واحد ، وعلة واحدة ، وعالم واحد ، ونفس واحدة محيطة جواهرها المختلفة ، وأجناسها المتباينة ، وأنواعها المفنّنة ، وجزئياتها المتغيرة . » وقادهم ذلك إلى القول بصحة الأديان جميعاً ، مشيرين برموز لا يطمئن إليها رجال الدين ، بل يجدون فيها إلحاداً ، وخروجاً على العقيدة الإسلامية ، فإذا اتهموا أصحابها ونسبوا إليهم الكفر ، فإنهم لم يبتعدوا عن الحقيقة لأن الإخوان أخذوا الإسلام لتأليف مذهبهم الشامل لا لكي ينتحلوه ديناً خالصاً قائماً برأسه ، فمزجوه بغيره مزجاً غريباً أبعده عن أصوله ، وصبغوه بألوان مختلفة غيّرت لونه الخاص ، كما نرى في الرسالة الرابعة والأربعين حيث يقولون : « أو هل لك ، يا أخي ، أن تصنع ما عمل فيه القوم كي ينفخ فيك الروح ، فيذهب عنك اللوم ، حتى ترى الإيسوع عن ميمنة عرش الرب قد قرّب مثواه كما يقرّب ابن الأب ، أو ترى من حوله من الناظرين ؟ » « أو هل لك أن تخرج من ظلمة أهر من حتى ترى اليزدان قد أشرق منه النور في فسحة افريحون . » « أو هل لك أن تدخل إلى هيكل عاديمون ، حتى ترى الأفلاك يحيكها أفلاطون ، وإنما هي أفلاك روحانية ، لا ما يشير إليه المنجمون ؟ وذلك أن علم الله تعالى محيط بما يحوي العقل من المعقولات . والعقل محيط بما تحوي النفس من الصور . والنفس محيطة بما تحوي الطبيعة من الكائنات . والطبيعة
10
نام کتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء نویسنده : إخوان الصفاء جلد : 1 صفحه : 10