نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 98
الطريق اليه للخلق الا بهذا الوجه ، وهذا هو الموسوم بالصراط المستقيم ، لا غير ، لانّ غير هذا لا يكون مستقيما ، بل غير مستقيم ولا يصل صاحبه اليه ( أي إلى الحقّ ) أبدا . وهذا مع سهولته لا يحصل لكلّ أحد ، بل من مائة ألف ألف نفس لنفس واحدة ! لانّه أخفى من [1] عنقاء مغرب [2] وأعزّ من الكبريت الأحمر . * ( ذلِكَ فَضْلُ الله يُؤْتِيه من يَشاءُ والله ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) * [3] . ( 196 ) والسبب في ذلك هو [4] أنّ حصوله - بعد عناية الله تعالى وحسن توفيقه - موقوف على أسباب كثيرة ومعدّات جمّة ، مثل النبىّ الكامل أو الامام المعصوم أو الشيخ الواصل المكمّل مع استعداد خاصّ ورياضة شاقّة ومجاهدة [5] صعبة وموت ارادىّ ، والتنزّه عن مزخرفات دنيويّة ، وعدم الالتفات إلى درجات أخرويّة ، والتوجّه إلى الحقّ سبحانه بالكلَّيّة ، [6] والاجتهاد في الفناء [7] الحقيقىّ والهلاك الكلَّىّ ، وغير ذلك من الأسباب . رزقنا الله تعالى الوصول اليه بفضله وكرمه ! ( 197 ) هذا بالنسبة إلى الإنسان والملك والجنّ وذوى العقول وأمثالهم . وأمّا بالنسبة إلى موجودات أخر غيرهم ، فلكلّ سلوك وتوجّه ، لقوله تعالى * ( ولِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها ) * [8] حتّى الحجر والمدر ، ومع ذلك توجّه الحجر ليس كتوجّه المدر ، ولا طريق المدر كطريق الحجر ، وبالجملة توجّه كلّ موجود وسلوكه - بعد ذوى العقول -
[1] أخفى من M - : F [2] مغرب : المغرب MF [3] ذلك . . : سورهء 57 ( الحديد ) آيهء 21 [4] هو : وهو MF [5] ومجاهدة F : ومجاهدات M [6] بالكلية M : بالكلى F [7] الفناء M : الغذاء F [8] ولكل . . : سورهء 2 ( البقرة ) آيهء 143
98
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 98