نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 96
والقوانين الإلهيّة . وما التفتوا إلى العلم والعمل أصلا ، ونظروا إلى الجميع بعين واحدة [1] . نعوذ با لله منهم ! ( 192 ) وتصوّر أيضا جماعة أخرى منهم من قوله تعالى * ( إِنَّه بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ ) * [2] وقول نبيّه - عليه السّلام - « لو دليتم بحبل لهبط على الله » أنّ القرب والبعد بالنسبة إلى الله متساويان ، [3] ولا يكون لاحد مزيّة على الآخر ، لا من الأنبياء والأولياء والملائكة ولا من غيرهم . ولا شكّ أنّ هذين التصوّرين في غاية الرداءة ، وأنّهما من أكبر المفاسد وأعظم المهالك ، لا سيّما في هذا الطريق ، ودفعهما وازالتهما واجب على كلّ واحد من العقلاء ، خصوصا على العلماء وأمثالهم . ( 193 ) فنقول : ينبغي أن يعرف أنّ الطريق والقرب من الله تعالى إلى الموجودات والمخلوقات خلاف طريقهم وقربهم اليه ، لانّ طريقه وقربه إليهم من حيث الإحاطة والوجود ، وقربهم وطريقهم اليه من حيث الاستعداد والسلوك . وبينهما بون بعيد وفرق كثير ، لانّ القرب ( الإلهى من الموجودات والمخلوقات ) والطريق الذي هو من طرق الحقّ إليهم هو أزلا وأبدا ، على وتيرة واحدة ، لا يزيد ولا ينقص ، ولا يتغيّر منه شيء ، بل هو تأثير واقع من الأزل إلى الأبد ، وليس مخصوصا بزمان ، وليس لاحد مزيّة ( فيه ) على الآخر ، والحجر والمدر والشجر والحيوان والإنسان والملك والجنّ والفلك والاجرام فيه على سواء .
[1] واحدة F : واحد M [2] واللَّه بكل . . : سورهء 41 ( فصلت ) آيهء 54 [3] متساويان : مساوية MF
96
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 96