نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 89
ب ( أنّه ) أحدّ من السيف وأدقّ من الشعرة ، لأنّ الإقامة عليه في غاية الصعوبة ، كالإقامة على حدّ السيف مثلا والانحراف عنه في غاية السهولة ، كالانحراف عن الشعرة إلى أطرافها . ( 180 ) ولهذا مدح الله الثابتين عليه بحصول الايمان لهم والثبات فيهم بقوله * ( يُثَبِّتُ الله الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ في الْحَياةِ الدُّنْيا وفي الآخِرَةِ ) * [1] . وذمّ الناكبين عنه المتزلزلين عليه بعدم الايمان وقلَّة الثبات بقوله * ( وإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ ) * [2] . وقال الله تعالى * ( ولَوْ لا فَضْلُ الله عَلَيْكُمْ ورَحْمَتُه ما زَكى مِنْكُمْ من أَحَدٍ أَبَداً [3][4] . اى لولا عنايته ورحمته ببعض عباده ، ما خلص أحد منهم من الانحراف عن الصراط الحقيقىّ المسمّى بالمستقيم ، من ميل طبائعهم [5] ونفوسهم بالطبع إلى الانحراف إلى طرفيه ، [6] اللذين [7] هما طرفا الإفراط والتفريط ، والفرار من الإقامة على الطريق المستقيم الذي هو الخط الوسط [8] بينهما ، المشار اليه في قوله - عليه السلام - « اليمين والشمال مضلَّتان ، والصراط المستقيم هو الطريق [9] الأوسط » يعنى الشرك الخفىّ والجلىّ مهلكتان ، مضلَّتان ، وطريق النجاة هو حصول التوحيد المحض الخالص ، الذي هو الطريق الأوسط [10] بينهما . ومعنى « أدقّ من الشعرة » في وصفه ، هو أنّ الانحراف [11] عنه بقدر الشعرة يوجب القطع بسيف
[1] يثبت . . : سورهء 14 ( إبراهيم ) آيهء 32 [2] وان الذين . . : سورهء 23 ( المؤمنون ) آيهء 76 [3] ولولا فضل . . : سورهء 24 ( النور ) آيهء 21 [4] ابدا F - : M [5] طبائعهم M : طباعهم + المراد بالصراط الحقيقي ، النور ، العمل ، العلم ، الروح ، اللوح Fh ( بقلم الأصل ) [6] إلى طرفيه M : الطرفية F [7] اللذين هما M : التي هو F [8] الوسط M : الأوسط F [9] الطريق : طريق MF [10] الأوسط F : الوسطى M [11] الانحراف : من انحرف MF
89
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 89