نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 88
وكلاهما [1] واجب عليهم . والأولياء وان كانوا مرشدين إلى التوحيد الوجودىّ في الباطن ومأمورين به ، لكن في الظاهر كانوا داعين إلى التوحيد الألوهىّ ، هادين اليه متابعة للأنبياء وأسوة لطريقتهم . وكان الاوّل [2] رعاية للخاصّ وخاص الخاصّ ، والثاني للعامّ . فيكون دعوة كلّ واحد منهم شاملة للعوامّ والخواصّ وخاص الخاصّ ، التي لا يخرج المكلَّفون بأسرهم منها ، ويحصل لهم طهارة الظاهر والباطن من الشرك الجلىّ والخفىّ ، ويصيروا بها كاملين ، مكملين بالتوحيد الالوهى والوجودىّ . وهذا معنى قوله - عليه السلام - « انّى بعثت إلى الخلق كافة » الحديث . ( 178 ) وهذا معلوم لأهله ، ما يحتاج في إثباتها إلى البرهان . وقد بينا تفصيله في رسالتنا الموسومة « بأسرار الشريعة » . وسيجئ في هذه الرسالة بيانه ، عند بيان الشريعة والطريقة والحقيقة ، إن شاء الله تعالى . ( 179 ) وإذا تحقق هذا ، فاعلم أنّ الصراط المستقيم الذي كان عليه جميع الأنبياء والأولياء - عليهم السلام - وبعثوا كلَّهم لأجله ودعوة الخلق اليه ، هو عبارة عن التوحيد الحقيقىّ الجامع للتوحيدين المذكورين . واليمين والشمال - اللذان [3] هما على طرفيه وبعثوا أيضا لمنع العباد عنهما - هو عبارة عن طرفي افراطه [4] وتفريطه ، المسمّيين [5] بالشرك الجلىّ والخفىّ ، لانّه كالحدّ الأوسط بينهما . ولهذا وصفوه
[1] وكلاهما M : وكليهما F [2] الأول F : الأولى M [3] اللذان : اللذين MF [4] افراطه وتفريطه M : افراط وتفريط F [5] المسميين : المسمى MF
88
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 88