نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 85
ولقوله تعالى * ( لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ ولا تَذَرُنَّ وَدًّا ولا سُواعاً ولا يَغُوثَ ويَعُوقَ ونَسْراً ) * [1] - فهو الموسوم بالشرك الجلىّ ، وهو بإزاء التوحيد الألوهىّ . وان كان ( الشرك ) باطنا ، كإثبات وجود الغير من [2] الممكن والمحدث ، أو العقل والنفس ، والاجرام والأفلاك والعناصر والمواليد وغير ذلك ، لقوله تعالى * ( يا صاحِبَيِ السِّجْنِ ! أَأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ الله الْواحِدُ الْقَهَّارُ ؟ ما تَعْبُدُونَ من دُونِه إِلَّا أَسْماءً سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ الله بِها من سُلْطانٍ ، إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّه ، أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاه ، ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ، ولكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) * [3] - فهو الموسوم بالشرك الخفىّ الذي [4] بإزاء التوحيد الوجودىّ . ( 173 ) فظهور [5] جميع الأنبياء من آدم إلى محمّد - عليهم السلام - ما كان الا لدعوة الخلق إلى التوحيد الألوهىّ ، الذي هو الدعوة إلى الإله المطلق من الآلهة المقيّدة ، والخلاص من الشرك الجلىّ [6] الذي هو بإزائه . وظهور جميع الأولياء من آدم إلى المهدى صاحب الزمان - عليهم السلام - ما كان الا لدعوة الخلق إلى التوحيد الوجودىّ ، الذي هو الدعوة إلى الوجود المطلق من الوجود المقيّد ، والخلاص من الشرك الخفىّ الذي هو بإزائه . ( 174 ) فكلّ من توجّه إلى الإله المطلق من المقيّد ، وعدل عن عبادة المخلوق إلى عبادة الخالق ، ونطق بكلمة التوحيد الظاهر التي هي « لا إله إلا الله » - خلص من الشرك الجلىّ وصار عند المسلمين
[1] لا تذرن . . : سورهء 71 ( نوح ) آيهء 22 - 23 [2] من F - : M [3] يا صاحبي . . : سورهء 12 ( يوسف ) آيهء 39 - 40 [4] الذي F : وهو M [5] فظهور M : وظهور F [6] الجلي F : الجبلي M
85
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 85