نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 577
( وهي الحجب ) الطارئة عليه بسبب التعلَّقات الفانية والمزخرفات الدنيويّة . ( 1194 ) وقوله تعالى بعد أقام الصلاة * ( وإِيتاءِ الزَّكاةِ ) * ، أراد به الزكاة الحقيقيّة أيضا ، لانّ ( إيتاء ) الزكاة الصوريّة ليس الا على الفقير . فزكاته ( الحقيقيّة ) تكون بصرف [1] كلّ عضو فيما خلق له ، وهذه هي الزكاة الحسنة [2] ، ان اتّفقت ! [3] وهذا ( عين ما ) قال امامنا زين العابدين - عليه السلام - في تعريف الشكر الحقيقىّ أيضا [4] . فزكاة قلبه بعد زكاة جميع أعضائه بالعبادة الظاهرة والباطنة تكون بخلوّه عن مشاهدة الغير وصفائه عن ظلمة التعلَّقات ، خوفا من يوم « تَتَقَلَّبُ فِيه الْقُلُوبُ والأَبْصارُ » . وان [5] لا يكون على فطرته الاصليّة ، فيندم صاحبه على فعله به ولا تفيد ندامته ، لقوله تعالى * ( يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ ولا بَنُونَ إِلَّا من أَتَى الله بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) * [6] . ( 1195 ) والى مجموع ذلك ، أي الذكر وأهل الذكر والجلاء القلبىّ الحقيقىّ وثمرة الذكر وغير ذلك أشار أمير المؤمنين - عليه السلام - في تفسير الآية المذكورة ، أعنى « رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ » الآية ، وهو قوله انّ الله - سبحانه وتعالى - جعل الذكر جلاء القلوب ، تسمع بعد الرقدة وتبصر بعد الغشوة وتنقاد بعد المعاندة . وما برح لله - عزّت آلاؤه - في البرهة بعد البرهة وفي أزمان
[1] بصرف : صرف MF [2] الزكاة الحسنة : زكاة حسن MF [3] اتفقت : اتفق MF [4] أيضا : + لا غير MF [5] وان : وانه MF [6] يوم لا ينفع . . : سورهء 26 ( الشعراء ) آيهء 88 - 89
577
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 577