نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 575
المعنى ورفع هذه الشبهة ، قال تعالى * ( فَإِنَّها لا تَعْمَى الأَبْصارُ ولكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي في الصُّدُورِ ) * [1] . وحيث قيّد جميع هذه الحجب وهذا العمى بعدم الذكر ، الذي هو كالنور بالنسبة إلى الظلمة ، فلا تزال [2] هذه الحجب وهذا العمى الذي هو كالظلمة ، الا بنور الذكر [3] . ( 1190 ) فحينئذ عليك بالذكر وأهل الذكر ، لقوله تعالى * ( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) * [4] . والذكر هو العلوم الحقيقيّة الإلهيّة ، أو القرآن ، أو المعرفة ، أو التوجّه [5] الكلَّىّ اليه تعالى . وأهل الذكر هم الأنبياء والأولياء والعلماء المحقّقون والعرفاء الموحّدون من تابعيهم على قدم الصدق والصفاء والجدّ والوفاء ، الموصوفين في القرآن بالقسط والعدل والرسوخ والثبات وغير ذلك . ( 1191 ) وإليهم والى استقامتهم على الذكر الحقيقىّ أشار تعالى بقوله * ( رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ ولا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ الله وإِقامِ الصَّلاةِ وإِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيه الْقُلُوبُ والأَبْصارُ ) * [6] . ومعناه أنّه يقول : رجال ، وأيّ رجال ! لا تغفلهم و « لا تُلْهِيهِمْ » المعاشرة بين الناس والمخالطة بهم لأجل الضروريّات « عَنْ ذِكْرِ الله » وعن التوجّه القلبىّ وقبول الفيض منه ومشاهدته [7] في مظاهره الآفاقيّة
[1] فإنها لا تعمى . . : سورهء 22 ( الحج ) آيهء 45 [2] تزال : تزيل MF [3] هذه الحجب . . . بالذكر M - : F [4] فاسألوا . . : سورهء 16 ( النحل ) آيهء 45 [5] أو التوجه F : أو التوحيد M [6] رجال . . : سورهء 24 ( النور ) آيهء 37 [7] ومشاهدته : والمشاهدة MF
575
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 575