نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 574
نعوذ باللَّه منه ! واليه أشار - جلّ ذكره * ( ومن كانَ في هذِه أَعْمى ، فَهُوَ في الآخِرَةِ أَعْمى وأَضَلُّ سَبِيلًا ) * [1] . وهذا أيضا إشارة إلى قوّة العمى الاخروىّ وازدياده . نعوذ باللَّه منه ! وسبب ذلك عدم الآلة وانتفاء استعداد الرافع لهذا العمى . ( 1188 ) والدليل على مجموع ذلك أيضا قوله تعالى * ( ومن أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي ، فَإِنَّ لَه مَعِيشَةً ضَنْكاً ونَحْشُرُه يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى ، قالَ : رَبِّ ! لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى وقَدْ كُنْتُ بَصِيراً ؟ قالَ : كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى ) * [2] . ومعلوم أنّ النسيان ما له تعلَّق بالعين البصريّة . وكذلك الذكر ، لانّ الذكر والنسيان مختصّان بالقلب الذي هو البصيرة ، لا البصر ، لانّ هذا اخبار عن العدم بالملكة . وليس من الحكمة نسبة شيء إلى شيء ليس من شأنه ( الاتّصاف به ) . والاعراض عن [3] الذكر لا يكون الا بالقلب أو اللسان ، مع أنّ اعراض اللسان موقوف على اعراض القلب . وعلى جميع التقادير ، ليس للعين البصريّة فيهما ( أي في النسيان والذكر ) دخل . ( 1189 ) وعن هذا المعنى مع هذه الطائفة أخبر تعالى أيضا وقال * ( الَّذِينَ كانَتْ أَعْيُنُهُمْ في غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِي ) * [4] وأراد به أعينهم القلبيّة ، والا فالذكر ما له تعلَّق بالبصر ، كما مرّ . ولتأكيد هذا
[1] ومن كان . . : سورهء 17 ( بني إسرائيل ) آية 74 [2] ومن أعرض سورهء . . : 20 ( طه ) آيهء 123 [3] عن F - : M [4] الذين كانت . . : سورهء 18 ( الكهف ) آيهء 101
574
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 574