نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 542
( 1115 ) وهذا سهل ، لكن هنا دقيقة صعبة تحيّر العلماء [1] والمفسّرون فيها . وهو أنّه تعالى يقول * ( الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ ، خَلَقَ الإِنْسانَ ، عَلَّمَه الْبَيانَ ) * [2] . والترتيب يقتضي أن يقول الرحمن خلق الإنسان ، علَّمه القرآن ، ثمّ علَّمه البيان . وما قال ( الحقّ ) كذلك ، لانّ الذي قال لا ينبغي الا كذلك . وجلّ شأنه ( من ) أن يعترض عليه أحد باعتراض ، لكنّ فيه دقيقة ينبغي أن تفهمها . ونحن نقول : معناه على أربعة أوجه . ( 1116 ) الاوّل بالنسبة إلى آدم الحقيقىّ والرحمن الحقيقىّ ، لانّ الرحمن الحقيقىّ هو الله تعالى ، لانّ كلّ اسم عبارة عن الذات مع صفة ، ولقوله تعالى * ( قُلِ : ادْعُوا الله أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ ، أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَه الأَسْماءُ الْحُسْنى ) * [3] . والغرض أنّ حقيقة الموجود الاوّل الذي هو آدم ، ما صارت إنسانا الا بتعليم الله له القرآن ، لقوله * ( وعَلَّمَ آدَمَ الأَسْماءَ كُلَّها ) * [4] . فيصدق عليه أنّ الله علَّمه القرآن ، ثمّ جعله إنسانا ، ثمّ علَّمه البيان . ( 1117 ) والثاني بالنسبة إلى آدم الصورىّ ، فانّه ما صار نبيّا ولا خليفة ولا إنسانا حقيقيّا حتّى علَّمه آدم الحقيقىّ الذي هو مظهر الرحمن ، القرآن الحقيقىّ الذي هو العلم بتفاصيل الموجودات . ( 1118 ) والثالث بالنسبة إلى أولاد آدم ، فانّ شيث - عليه
[1] تحير العلماء : + أقول : وما ادعى التحير فيه فمرفوع بالأثر الصحيح المروي في « الكافي » وغيره عن الأنوار « نحن المعاني واللَّه البيان » . ولا شك ان معرفة الفياض سابقة على ( معرفة ) الفيض ، النور المنقسم F ( بقلم الأصل ) [2] الرحمن علم . . : سورهء 55 ( الرحمن ) آيهء 1 - 3 [3] قل ادعوا . . : سورة 17 ( بني إسرائيل ) آيهء 109 [4] وعلم آدم . . : سورهء 2 ( البقرة ) آيهء 29
542
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 542