نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 54
يتنزّل الامر بينهنّ ، لتعلموا أنّ الله على كلّ شيء قدير ، وأنّ الله قد أحاط بكلّ شيء علما » . ( 109 ) وقيل أنّه كان على جبل « عرفات » يوم « عرفة » ، فرفع عصاه وقال بأعلى صوته : « يا قوم ! لو فسّرت هذه الآية كما سمعت من رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - لرجمتموني » . ومعلوم أنّه لو قال معناه على الوجه الذي هو منقول عنه ، لرجموه وقتلوه ، لانّ المنقول عنه أنّه قال مع خواصّه في تفسيرها ما قيل في * ( قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ ) * [1] بعينه . ولفظ « الامر » في الآية يشهد بذلك ، لانّ مراده به هو أنّ « الأمر » في نفس الامر واقع بين السماوات والأرض ، اى بين ظاهر الوجود وباطنه ، أو الآفاق والأنفس ، أو الملك والملكوت ، لتعلموا أنّه تعالى القادر على الكلّ ، والمحيط بالكلّ ، بل هو نفس الكلّ كما أخبر عنه أيضا بقوله صريحا * ( الله نُورُ السَّماواتِ والأَرْضِ ، مَثَلُ نُورِه كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ ) * [2] ، لانّ النور - باتّفاق المحقّقين - هو الوجود ، كما أنّ الظلمة هي [3] العدم . فيكون تقديره أنّه وجود السماوات والأرض حقيقة ، اى هو موجود فيهما بالحقيقة . وهذا هو المطلوب [4] من [5] هذا البحث ، وسيجئ بيانه مفصّلا في موضعه ، إن شاء الله تعالى [6] . ( 110 ) واليه أشار أيضا بقوله - جلّ وعزّ * ( سَنُرِيهِمْ آياتِنا في الآفاقِ وفي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّه الْحَقُّ ) * [7] ، لانّ الضمير في « أنّه »
[1] قل هو . . : سورهء 112 ( الإخلاص ) آيهء 1 [2] اللَّه نور . . : سورهء 24 ( النور ) آيهء 35 [3] هي : هو MF [4] المطلوب M : المطلب F [5] من : عن MF [6] تعالى M - : F + نعم المطلب ان معرفته بالنورانية معرفة اللَّه سبحانه ، بل النور كل الأشياء Fh فوق الجملة السالفة ) [7] سنريهم . . : سورهء 41 ( فصلت ) آيهء 53
54
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 54