نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 539
الآفاقىّ ، المخلوق على صورته ، [1] لقول النبىّ « خلق الله آدم على صورته » الذي هو مظهر اسم الرحمن من حيث الصورة ، ومظهر اسم الله من حيث المعنى ، والذي هو المتعلَّم الاوّل والمعلَّم الثاني ، المسمّى بالعقل الاوّل والروح الأعظم ، المقدّم ذكره ، أمره بتعليم أولاده وذرّيّته صورة ومعنى ، أي قوّة وفعلا . فعلَّمهم كما أمره وخلَّقهم كما أشار اليه ، حتّى صاروا أصحاب بيان وأرباب علم وبرهان . ( 1109 ) وتقديره أنّ الرحمن ، الذي هو خليفته الأعظم ، علَّم القرآن الحقيقىّ ، أي علَّمهم علم القرآن الحقيقىّ الجمعىّ الالهىّ ، أعنى علَّم ذرّيّته المعنويّة القرآن الحقيقىّ أوّلا في عالم القوّة وعالم الأرواح وعالم المعاني ، أي ركزت العلوم كلَّها في جبلتهم أزلا ، وأخذ منهم العهد بظهورهم [2] بالفضل أبدا ، لقوله تعالى * ( وإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ من بَنِي آدَمَ من ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ : أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ؟ قالُوا : بَلى ) * [3] . ثمّ أوجدهم ثانيا في عالم الشهادة بالفعل ، وعالم الأجسام بالشكل ، وعالم الخلق بالصورة . وعلَّمهم بالتعليم المذكور العلم المعلوم ، وجعلهم أصحاب بيان وبرهان . ( 1110 ) وان صعبت عليك هذه العبارة ، فتلك عبارة أخرى . اعلم أنّه لمّا أوجدهم في ظهر آدم الحقيقىّ كالذرّ مثلا . وعلَّمهم العلم المذكور وقال « أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ؟ » أي ألست بموجدكم ومظهركم من
[1] على صورته : + اى خلق اللَّه آدم ابا البشر على صورة آدم الأول المعبر عنه بالإنسان الكبير ، وهو النور ، أبو الأنوار Fh بالأصل ) [2] بظهورهم : فظهوره F بظهوره M [3] وإذ أخذ . . : سورهء 7 ( الأعراف ) آيهء 171
539
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 539