نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 511
( 1047 ) وكذلك قوله تعالى * ( ولَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ والإِنْجِيلَ وما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ من رَبِّهِمْ ، لأَكَلُوا من فَوْقِهِمْ ومن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ) * [1] الآية ، لانّ المراد بإقامة التوراة هو القيام بأركان الشريعة من حيث الظاهر والمراد بإقامة الإنجيل هو القيام بأركانها من حيث الباطن والمراد بإقامة « ما [2] أنزل إليهم » هو ( العمل ب ) القرآن ، والقيام بجمعيها هو مقام الحقيقة . فكأنّه تعالى أراد به ( أي بهذا النصّ القرآني ) القيام بالمراتب الثلاث ، التي هي الشريعة والطريقة والحقيقة ، المخصوصة بموسى وعيسى ومحمّد - عليهم السلام - الذين هم أكمل الأنبياء والرسل . ( وهذا ) ليحصل لهم بعد ذلك « الاكل من فوقهم » الذي هو حصول اللذّات الروحانيّة ومشاهدة الحقائق الملكوتيّة ، و « الاكل من تحت أرجلهم » الذي هو حصول اللذّات الجسمانيّة ومشاهدة الحقائق الملكيّة وبالجملة ( ليحصل لهم ) ادراك حقايق الملك والملكوت ومشاهدة لطايف القدس والجبروت إدراكا علميّا حقيقيّا ، ثمّ كشفا يقينيّا ، ثمّ ذوقا شهوديّا الذي هو [3] النهاية . ( 1048 ) والمراد بالاستشهاد في هذه الآية ، هو أنّ جميع هذه الخزائن مدفونة [4] تحت أرجل هذا الإنسان - أعنى ( في ) بدنه - ومخفيّة [5] فيه ( غير أنّها ) موقوفة على الإبراز والاظهار بمعاونة الصلاحيّة الكلَّيّة المسمّاة بالتقوى الحقيقيّة الموجبة للعلوم الارثيّة ، لقوله تعالى * ( واتَّقُوا الله ويُعَلِّمُكُمُ الله ) * [6] ولقوله * ( ومن يَتَّقِ الله يَجْعَلْ لَه مَخْرَجاً ويَرْزُقْه من حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) * [7] .
[1] ولو أنهم . . : سورهء 5 ( المائدة ) 71 [2] بإقامة ما : بالإقامة بما MF [3] هو F - : M [4] مدفونة : مدفون MF [5] ومخفية : ومختفى F ومخفى M [6] واتقوا . . : سورهء 2 ( البقرة ) آيهء 282 [7] ومن يتق . . : سورهء 65 ( الطلاق ) آيهء 2
511
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 511