نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 512
والكلّ ارث له من « الأب [1] الحقيقىّ » و « الامّ الكلَّىّ » لقوله تعالى * ( خَلَقَكُمْ من نَفْسٍ واحِدَةٍ وخَلَقَ مِنْها زَوْجَها ) * [2] وبثّ منهما رجالا كثيرا ونساء » الآية ، كما تقدّم ذكره . ( 1049 ) والى هذا أشار تعالى بقوله أيضا * ( أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ ) * [3] أي هذه الأرض التي فيها خزائن العلوم والحقائق ، « يَرِثُها » من أبيهم « عِبادِيَ الصَّالِحُونَ » أي المصلحون للإرث الحقيقىّ ، الصالحون للقرابة الحقيقيّة . وبسبب أن لا يكون في المعاد الحقيقىّ والفناء الكلَّىّ أحد ينسب اليه الميراث ، بحكم * ( لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ؟ لِلَّه الْواحِدِ الْقَهَّارِ ) * [4] ، قال تعالى * ( وأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ ) * [5] . فأضاف « الوراثة الكلَّيّة » إلى نفسه وأخبر عن مقام التوحيد الحقيقىّ والفناء الكلَّىّ المعبّر عنهما بإسقاط الإضافات بقولهم « التوحيد اسقاط الإضافات » لانّ الإضافات ما دامت قائمة ، ليس للتوحيد وجود « وانّما يتبيّن الحقّ عند اضمحلال الرسم » . وهذا البحث ما له تعلَّق بهذا المكان [6] ، لكنّ الكلام يجرّ الكلام . ( 1050 ) والغرض أنّ العلوم الإلهيّة والحقائق الربّانيّة كلَّها ارثيّة ، حاصلة [7] من صفاء القلب ورفع الحجاب عن وجهه [8] ، كما عرفته عند البحث في الوحي والإلهام والكشف . وسيجئ هذا البحث مستوفى في موضعه ، إن شاء الله .
[1] الأب M : الإرث F [2] خلقكم . . : سورهء 4 ( النساء ) آيهء 1 [3] ان ارض . . : سورهء 21 ( الأنبياء ) آيهء 105 [4] لمن الملك . . : سورهء 40 ( المؤمن ) آيهء 16 [5] وأنت . . : سورهء 21 ( الأنبياء ) آيهء 88 [6] المكان M : المقام F [7] حاصلة M : حاصل F [8] وجهه M : وجه F
512
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 512