نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 507
من الكشوف . لا ، والله ! بل هو عبوديّة محضة وانقياد لأمر سيّدهم بطاعة شكر النعمة الواصلة إليهم قبل وجودهم وبعد وجودهم ، كقول سيّد الأنبياء - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم « أفلا أكون عبدا شكورا ؟ » ولقوله تعالى * ( وقَلِيلٌ من عِبادِيَ الشَّكُورُ ) * [1] أعنى الشكور في مقام العبوديّة الصرفة فقط . ولهذا قال أيضا * ( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ ) * [2] . وقال * ( وقُلْ : رَبِّ ! زِدْنِي عِلْماً ) * [3] . وهاهنا أسرار كثيرة . ( 1039 ) والغرض أنّ العبد الحقيقىّ لا يتوقّع من سيّده بخدمته له شيئا أصلا . وان توقّع ( منه شيئا ما ) فلا يكون موصوفا بهذه الصفة ، أي صفة [4] العبوديّة [5] الحقيقيّة . والذي يصل اليه منه تعالى هو بمحض العناية السابقة الازليّة ، لقوله تعالى * ( الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى ) * [6] لا بطريق الكسب والاجتهاد . ( 1040 ) ومعلوم أنّ بناء شغل هذه الطائفة ( قائم ) على الفناء المحض والطمس الكلَّىّ وعدم نسبة شيء إليهم . فكيف يكون لهم وجود حتّى تكون لهم [7] مجاهدة ؟ [8] وان كان لهم وجود ، فكيف ينظرون إلى عبادتهم وطاعتهم ؟ وعند هم النظر إلى عبادة العبد وطاعته أقبح من عبادة الصنم وطاعته ، حتّى رؤية وجودهم - عندهم في تلك الحالة - ذنب ، لقولهم فيه : وجودك ذنب لا يقاس به ذنب . ( 1041 ) ومع ذلك ، فنحن ما نريد بالكسب الا المكتسب من المخلوق
[1] وقليل . . : سورهء 34 ( سبأ ) آيهء 12 [2] لئن شكرتم . . : سورهء 14 ( إبراهيم ) آيهء 7 [3] وقل . . : سورهء 20 ( طه ) آيهء 113 [4] صفة : الصفة M - F [5] العبودية : العبدية F العبد M [6] الذين سبقت . . : سورهء 21 ( الأنبياء ) آيهء 101 [7] وجود . . لهم M - : F [8] مجاهدة : + ولا عبودية MF
507
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 507