نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 312
لا بمقارنة وغير كلّ شيء لا بمزايلة » يعنى « مع كلّ شيء لا بمقارنة » لانّ المقارنة تكون بين شيئين أو بين جسمين ، وهاهنا ليس الا شيئا واحدا ، وان كان له اعتبارات ، فلا يكون بينهما مقارنة ، لانّ بين الأمور الوجوديّة والأمور الاعتباريّة لا تكون مقارنة . وكذلك المزايلة تكون بين شيئين ، بحيث يزايل الشيء [1] شيئا [2] آخر ، وهاهنا ليس كذلك ، لانّه ليس في الوجود الا هو ومظاهره . أعنى ( ليس في الوجود الا ) شيء واحد ، وليس بينهما مغايرة ، كما ثبت . فلا يزايل حينئذ الشيء ، [3] لانّ زياله عن الشيء زياله عن نفسه ، وهذا محال . فمحال أن يزايل شيئا [4] أصلا . فيكون « مع كلّ شيء لا بمقارنة ، وغير كلّ شيء لا بمزايلة » . و ( هذا ) هو المطلوب . ( 609 ) ومثال ذلك مثال المداد والحروف ، والبحر والأمواج [5] أيضا ، لانّه لا يمكن [6] تصوّر معيّة المداد مع الحروف من حيث المقارنة ، لانّه ليس هناك شيئان في الحقيقة ، حتّى يتصوّر ذلك . بل الموجود هو المداد فقط ، والحروف عبارة عن استطالة المداد واستدارته ، لاعطاء حقّ كلّ حرف حقّه ، لظهوره بصورته . وكذلك البحر والأمواج بعينه ، من غير أن يتصوّر في المداد والبحر من ذلك نقص ولا كمال أيضا ، لانّ استطالتهما واستدارتهما بصورة الحروف أو الموج ، كاستدارة الوجه واستطالته إذا وقع على مرآة طويلة كالسيف مثلا ، أو على مرآة مستديرة ، كالمرآة المشهورة ، كما قيل :
[1] الشيء : + عن MF [2] شيئا : شيء MF [3] الشيء : + عن الشيء MF [4] شيئا : الشيء MF [5] والأمواج F : للامواج M [6] لا يمكن F : يمكن M
312
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 312