نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 293
إسم الكتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار ( عدد الصفحات : 848)
أي « عَلَّمَه » هذا القرآن أو هذه العلوم جبرئيل ، الذي هو « شَدِيدُ الْقُوى » ، [1] أي صاحب قوّة تامّة في [2] التعليم والتصرّف في عبادي ، على أيّ وجه شاء . « ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى » أي ذو متانة ورأى وعقل وسداد . « فَاسْتَوى » أي حين استوى على صورته الحقيقيّة ، دون الصورة التي كان يتمثّل ( بها ) للنبىّ قبل ذلك لتعليمه إياه . « وهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلى » [3] أي كان ذلك الوقت هذا النبىّ بالأفق الأعلى أو جبرئيل ، وكلاهما صحيح ، لانّه لو لم يكن ( النبىّ ) في الأفق الأعلى ، لما كان جبرئيل يتمكَّن من تعليمه بهذا الوجه ، أي على صورته الحقيقيّة . والأفق الأعلى هو نهاية مراتب عالم الكثرة وأوّل مرتبة الحضرة الواحديّة ، التي هي نهاية اقدام الأنبياء والأولياء - عليهم السّلام . ( 575 ) « ثُمَّ دَنا » النبىّ إلى الحضرة الاحديّة ، التي هي حضرة الذات ، « فَتَدَلَّى » [4] أي تعلَّق بها . « فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى » أي فكان [5] قربه في هذا الحال إلى حضرة الله تعالى « قابَ قَوْسَيْنِ » ، وألقاب هو القرب يعنى ( كان قربه ) بمقدار قوسين . وهذا إشارة إلى قوسي [6] الإمكان والوجوب ، بسبب الخطَّ الموهوم بين دائرة الوجود ، القاطع الدائرة بنصفين ، المشار اليه في قول الإمام - عليه السلام - « محو الموهوم مع [7] صحو المعلوم » . وبالجملة ( كان قرب النبىّ في هذا الحال مانعا له ) عن مشاهدة « الغير » ، حتّى ارتفع « الغير » عن نظره مطلقا ، وصار
[1] اى . . . القوى M - : F [2] في F : من M [3] وهو بالأفق . . : سورهء 53 ( النجم ) آيهء 7 [4] ثم دنى فتدلى : سورهء 53 أيضا ، آيهء 8 [5] فكان F : مكان M [6] قوسي M : قوس F [7] مع F : عن M
293
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 293