responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي    جلد : 1  صفحه : 272


( 535 ) ولهذا قال تعالى عقيبه - استهزاء وسخرية « أَولَمْ يَكْفِ [1] بِرَبِّكَ أَنَّه عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ؟ » اى أو لم يكف في معرفة ربّكم أن تشاهدوه في مظاهره الآفاقيّة والانفسيّة ، كمشاهدة [2] القمر ليلة البدر ، حتّى تنتظروا مشاهدته في يوم غير هذا اليوم ، أو موطن غير هذا الموطن ؟ كانّكم ما سمعتم قوله تعالى * ( ومن كانَ في هذِه أَعْمى ، فَهُوَ في الآخِرَةِ أَعْمى وأَضَلُّ سَبِيلًا ) * [3] . أو ما عرفتم سبب ذلك ؟
فسبب ذلك [4] هو أنّ معرفته الكاملة لو حصلت بدون هذه المشاهدة ، لما كان الأنبياء والأولياء - عليهم السلام - محتاجين إلى عبورهم في هذا العالم المظلم الكدر . فكلّ من لم يحصل له معرفة الله تعالى في هذه النشأة ، فلا يمكن تحصيلها أبدا .
( 536 ) وقال تعالى أيضا عقيبه تأكيدا للأوّل « أَلا إِنَّهُمْ في مِرْيَةٍ من لِقاءِ رَبِّهِمْ ؟ أَلا إِنَّه بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ ؟ » [5] أي انّهم في شك من لقاء ربّهم ومشاهدته مع هذا الظهور والشهود ، كأنّهم ما يعرفون « إِنَّه بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ » ، وأنّ كلّ شيء محاط به ، [6] وأنّ المحيط لا ينفكّ عن المحاط أبدا ، لانّهم لو عرفوا ذلك ، لعرفوا أنّ أيّ محاط فرض يكون المحيط معه ، بلا انفكاك عنه أبدا ، كما أخبر عنه العالم الربّانىّ - صلَّى الله على نفسه القدسيّة - في قوله « مع كلّ شيء لا بمقارنة وغير كلّ شيء لا بمزايلة » . وفي قوله أيضا « وأنّه لبكلّ [7] مكان ، ومع كلّ انس وجان ، وفي كلّ حين وأوان » .
( 537 ) والى هذه المشاهدة الجليّة أشار - جلّ ذكره - في قوله



[1] يكف M : يكفكم F
[2] كمشاهدة M : كمشاهد F
[3] ومن كان . . : سورهء 17 ( بني إسرائيل ) آيهء 74
[4] فسبب ذلك M - : F
[5] ألا انهم . . انه بكلّ شيء محيط : سورهء 41 ( فصلت ) آيهء 54
[6] به : له F - , M
[7] لبكل F : لكل M

272

نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي    جلد : 1  صفحه : 272
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست