نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 244
غرضه ، يكن تكليفهم عبثا ، والعبث على الله محال . وقال تعالى * ( لَقَدْ من الله عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا من أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِه ويُزَكِّيهِمْ ويُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ والْحِكْمَةَ ، وإِنْ كانُوا من قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ) * [1] . ( 484 ) فإذا بعث ( الله ) إليهم شخصا من الاشخاص البشريّة وقال لهم « هذا رسولكم » ، فلا بدّ له من ظهور علامة تصديقا له ، يعرفون بها أنّه النبىّ من عند الله . وهذه العلامة هي المعجزة . فإذا ظهرت تصديقا له ، وعرفوه أنّه نبىّ مرسل ، فينبغي أن يكونوا آمنين من طرفه من جميع القبايح ، كالكذب والخيانة والمفسدة وغير ذلك ، - بل ( ينبغي أن يكون الناس آمنين من طرف النبىّ ) عن الكبائر والصغائر كلَّها ، لانّه لو صدر منه فعل من الصغائر ، [2] لم تأمن نفوسهم [3] من صدور مثله ( عنه ) مرّة أخرى . فلا يعتمدون عليه ولا [4] على قوله وفعله ، ولا يلتفتون اليه . وعلى هذا التقدير ، تكون أيضا بعثته ( أي بعثة النبىّ ) عبثا ، والعبث محال عليه تعالى ، كما مرّ . فينبغي أن يكون ( النبىّ ) معصوما ، لتأمن نفوسهم منه ، [5] ولا تنفر [6] عقولهم عن مطاوعته ، ويقبلوا [7] قوله ، ويعملوا [8] عليه ، ويصل اللطف من الله تعالى إليهم بواسطته ، ولا يلزم من الله تعالى الإخلال بالواجب . ( 485 ) وجه آخر ( في لزوم العصمة ) : وهو أنّه إذا أمر الله تعالى بمطاوعة هذا النبىّ ، كما أمر بمتابعته [9] وجوبا ، فلو كان هذا النبىّ فاسقا ، لكان الله تعالى آمرا بمطاوعة الفاسق وجوبا ، والامر بمطاوعة
[1] لقد من . . : سورهء 3 ( آل عمران ) آيهء 158 [2] كلها . . . . الصغائر M - : F [3] نفوسهم : + عنه MF [4] ولا : فلا MF [5] منه : عنه MF [6] ولا تنفر : ولا تتقز F يتنفر M [7] ويقبلوا : ويقبلون MF [8] ويعملوا : ويعملون MF [9] بمتابعته M : بمطاوعته F
244
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 244