responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي    جلد : 1  صفحه : 243

إسم الكتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار ( عدد الصفحات : 848)


فيما يكره إذا أتى الطاعة . وذلك مثل إعطائنا رجلا غريقا حبلا يتشبّث ( به ) ، إذا أمسكه واعتصم به يسلَّم وذلك الشيء عصمة له لمّا تشبّث به ، فسلَّم [1] من الغرق ولو لم يعتصم به ، لم تتمّ عصمة له . وكذلك سبيل اللطف : انّ الإنسان إذا أطاع سمّى ( فعله ) توفيقا وعصمة وان لم يطع ، لم يسمّ ( فعله ) توفيقا [2] ولا عصمة . وقد بيّن الله تعالى ذلك المعنى في كتابه ، بقوله * ( واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ الله جَمِيعاً ) * [3] . وحبل الله هو دينه . ألا ترى أنّهم بامتثال أمره تعالى يسلمون من الوقوع في عقابه ؟
فصار تمسّكهم بأمره اعتصاما ، وصار لطف الله ( بهم ) في الطاعة عصمة .
( 482 ) هذا على رأى المتقدّمين من علماء الشيعة . أمّا على رأى متأخّريهم ، فالعصمة صفة للإنسان يمنع [4] بسببها من فعل المعاصي ، ولا يمتنع [5] منها بدونها . هذا معنى العصمة وتعريفها ، لغة واصطلاحا .
( 483 ) وأمّا علَّة تسميتهم الائمّة - عليهم السلام - بالمعصوم ، فهو أنّ الأنبياء والائمّة ، عندهم ، معصومون من الكبائر والصغائر ، عمدا وسهوا ، من حين الطفوليّة إلى آخر العمر ، وان خالفهم في هذا كثير من الناس ، مثل الأشاعرة والمعتزلة وتابعيهم ، والخوارج والزيديّة وأمثالهم . وبيان ذلك أنّهم يقولون : لا شكّ ولا خفاء أن الله تعالى خلق عبادا وكلَّفهم بالتكليف ، لقوله « وما خَلَقْتُ الْجِنَّ والإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ » [6] .
فإن لم يبعث إليهم أحدا يعلَّمهم هذا التكليف ، حتّى يقوموا بأدائه ، لم يحصل غرضه - الذي هو العبوديّة - من هذا التكليف . وإذا لم يحصل



[1] به فسلم : سلم MF
[2] وان لم . . . توفيقا M - : F
[3] واعتصموا . . : سورهء 3 ( آل عمران ) آيهء 98
[4] يمنع F : يمتنع M
[5] يمتنع M : يمنع F
[6] وما خلقت . . : سورهء 51 ( الذاريات ) آيهء 56

243

نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي    جلد : 1  صفحه : 243
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست