نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 201
ما جعلتك مسدّسا ولا مربّعا ، بل كنت عالما بك قبل وجودك ، بأنّ لك هذه القابليّة وأنّ لي هذه الفاعليّة . فالظهور منّى ، والتربيعيّة والتسديسيّة منك . فليس علىّ من أحد اعتراض بهذا . ( 386 ) ولهذا قلت * ( فَلِلَّه الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ ) * [1] أي : فللَّه الحجّة البالغة على المظاهر والمرايا بظهوره في صورهم وحقائقهم ، على ما هم عليه من النقص والكمال . واليه أشرت أيضا * ( وآتاكُمْ من كُلِّ ما سَأَلْتُمُوه ) * [2] أي : ظهرت بصورة كلّ واحد منكم على ما سألتموه بلسان استعدادكم وقابليّتكم . ولذلك قلت عنه * ( قُلْ : كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِه ) * [3] أي : قل انّ كل واحد منكم لا يعمل الا على شاكلته ، أي صورته ووصفه . والغرض من ذلك كلَّه أن لا يكون للناس على الله حجّة بعد الرسل ، و ( أن ) يعرف كلّ واحد منهم [4] أنّ نقصه وكماله وثوابه وعقابه منه لا من غيره . وليس منّى الا الإعطاء بحسب السؤال بلسان الحال . ( 387 ) وعلى هذا التقدير شيطانيّة الشيطان ، وفرعونيّة فرعون ، وآدميّة آدم ، وموسويّة موسى ، لا تكون الا منهم ومن اقتضاء ذواتهم وقابليّاتهم ، لانّهم من معلوماته الازليّة ، ومعلوماته الازليّة ليست مجعولة بجعله ، ولا قابلة للتغيير والتبديل * ( لا تَبْدِيلَ [5] لِكَلِماتِ الله ) * [6] * ( ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ) * [7] . وقد تقدّم هذا البحث مرارا .
[1] فلله . . : سورهء 6 ( الانعام ) آيهء 150 [2] وآتاكم . . : سورهء 14 ( إبراهيم ) آيهء 37 [3] قل كل . . : سورهء 17 ( بني إسرائيل ) آيهء 86 [4] منهم M : منها F [5] لا تبديل M : تبديل F [6] لا تبديل . . : سورهء 10 ( يونس ) آيهء 65 [7] ذلك . . : سورهء 6 ( الانعام ) آيهء 99
201
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 201