نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 200
أو مثال الوجود الظاهر بصور الحقائق ، مثال شمعة مشتعلة [1] موضوعة في موضع مخصوص ، وحواليها مرايا كثيرة مجلوّة مصقولة مختلفة الأوضاع والأشكال من التدوير والتربيع والتثليث والتسديس وغير ذلك . فحينئذ لا بدّ من أن [2] تظهر هذه الشمعة في كلّ واحدة من المرايا التي حواليها . وإذا ظهرت فيها ، فلا بدّ أيضا من أن [3] تظهر في كلّ مرآة على وضع تلك المرآة وهيأتها . فاذن يكون ظهورها في المرآة المربّعة غير ظهورها في المرآة المسدّسة ، وكذلك إلى ما لا يتناهى من الأشكال والأوضاع . ( 385 ) فحينئذ لا يجوز أن تقول المرآة المربّعة أو المسدّسة للشمعة : لم ظهرت فىّ مربّعة [4] أو مسدّسة ؟ لانّها لو قالت ذلك ، لقالت الشمعة في جوابها : انّى ما ظهرت فيك الا على قدر قابليّتك واستعدادك والا ، فما أنا بمسدّس ولا بمربّع ، بل تسديسى وتربيعى ما ظهرا الا منك . وظهورى فيك ليس على قدر فاعليّتى ، وكمال قدرتى وعظمتي ذاتىّ ، لانّى مطلق [5] وأنت مقيّد ، والمقيّد لا يقدر أن يكون مظهرا للمطلق من حيث هو مطلق ، بل المطلق لا يظهر في المقيّد الا على ما يكون المقيّد عليه من القابليّة والاستعداد . فالنقص منك لا منّى ، لانّ تربيعك وتسديسك أمرانى - [6] بلسان الحال - بأن أظهر فيك على صورة التسديس والتربيع . والا ، فأنا - في حدّ ذاتي - غنىّ عنك [7] وعن مظهريّتك . فمربّعيّتك ومسدّسيّتك كانتا [8] حينئذ من اقتضاء ذاتك ولوازم ماهيّتك ، لا منّى ، لانّى
[1] مشتعلة F - : M [2] من أن : بأن F وأن M [3] من أن : بأن F وأن M [4] مربعة أو مسدسة : مربعا أو مسدسا MF [5] لأني مطلق F : لا مطلق M [6] أمرانى : أمرني MF [7] عنك M : عليك F [8] كانتا : كان MF
200
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 200