نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 174
وبين الحقّ تعالى الا بالوجه الذي قلناه وبينهما بون بعيد ، - ( 334 ) قلت : هذا أمر سهل ، وإدراكه في غاية السهولة ، ومعناه في غاية الوضوح ، وقد مرّ مرارا ذكره . لكن أنت بعد في ظلمات الطبيعة ودركات البشريّة ، بل ( في ) أسفل سافلى [1] ( درجات ) التقليد ، الذي هو أعظم الحجب . وبالحقيقة أنت - بالنسبة إلى هؤلاء القوم الذين يفهمون هذا المعنى - كالجنين المقيّد في حبس المشيمة بالنسبة إلى الطفل المميّز ، أو كالطفل المميّز بالنسبة إلى الشخص العاقل ، أو كالشخص العاقل بالنسبة إلى العالم ، أو كالعالم بالنسبة إلى العارف ، أو كالعارف بالنسبة إلى الولىّ [2] الكامل ، أو كالولىّ بالنسبة إلى النبي وبين هذه المراتب تفاوت [3] كثير [4] . ولهذا قال تعالى * ( إِنَّ في ذلِكَ لَذِكْرى لأُولِي الأَلْبابِ ) * [5] ، حتّى لا يطمع فيه أرباب القشور الذين هم أهل الظاهر وأهل العقول ، [6] لانّهم - بالنسبة إلى الأنبياء والأولياء والكمّل الذين هم أولو الألباب - كالقشر بالنسبة إلى اللبّ . ومع ذلك ( ها نحن ) نشرع فيه مرّة أخرى ، بل مرارا ، بأحسن الوجوه وألطف الأمثلة ، ونجتهد في إيصاله [7] إلى ذهنك ونتّكل فيه على الله تعالى . ( 335 ) فنقول : اعلم أنّك إذا تحقّقت أنّ الوجود واحد ، وأنّه مطلق [8] غير مقيّد ، وأنّ المقيّدات مضافة اليه ، عرفت أنّ المقيّدات ما لها وجود حقيقة ، لانّ وجودها إضافة نسبيّة ، لانّه عبارة عن إضافة
[1] سافلى : سافلين MF [2] الولي M - : F [3] تفاوت M - : F [4] كثير : كثيرة MF [5] ان في ذلك . . : سورهء 39 ( الزمر ) آيهء 22 [6] العقول F : المعقول M [7] إيصاله M : اتصاله F [8] مطلق : + في أن الوجود مطلق ( المطلق Fh ) والنور الفيض الأول ، والعقل الأول ، مطلق Fh بالأصل )
174
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 174