نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 148
محجوبون بأنفسهم ، بل مشركون بالشرك الخفىّ ، لانّهم ، بعد ، ما خلصوا من [1] رؤية الغير الذي هو رؤية وجودهم ووجود غيرهم ، المعبّر عنه بالشرك الخفىّ ، وما وصلوا إلى مقام التوحيد الوجودىّ الذي هو مشاهدة وجود الحقّ بلا اعتبار [2] وجود غير معه . وهؤلاء ( أي أرباب التوحيد الفعلىّ ) ما تكلَّموا بهذا [3] الا بعد ذلك ، أي بعد فنائهم من أنفسهم وخلاصهم عن رؤية الغير مطلقا . وبين الكلامين ، بل بين الطائفتين بون بعيد وتفاوت كثير [4] . فنريد [5] أن نبيّن صورة الحال ونقرّرها [6] على ما هي عليه في نفس الامر ، ليتقدّس جناب الموحّدين من أمثال هذا الدنس ، ويتخلَّص من أمثال هذه الشبهة . ( 286 ) فمذهبهم في ذلك - أي مذهب الموحّدين في هذا المعنى - هو [7] أنّهم - وان قالوا « لا فاعل الا هو » - لكن نسبوا كلّ فعل إلى محلَّه الخاصّ ، أي محلَّه الصادر منه ذلك الفعل ، وقالوا : هذا فعل إبليس ، وهذا فعل آدم ، وهذا فعل موسى ، وهذا فعل أبى جهل ، وهذا فعل محمّد - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - وكذلك بالنسبة إلى جميع المظاهر ، لانّ المظاهر كلَّها ، وان كانت [8] مظهرا لحقيقة واحدة [9] وفاعل واحد ، لكن لهذه الحقيقة أو هذا الفاعل في كلّ مظهر خاصّيّة وكمال ، أو فعل وانفعال ، ليس في غيره . فينبغي أن ينسب الفعل إلى المظهر لا إلى الظاهر فيه ، والا لبطل الثواب والعقاب والجنّة
[1] من M : عن F [2] بلا اعتبار M : بل اعتبار F [3] بهذا F : + الكلام M [4] كثير : كثيرة MF [5] فنريد M : نريد F [6] ونقررها M - : F [7] هو : وهو MF [8] كانت M : كان F [9] واحدة M : واحد F
148
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 148