نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 139
ووحدته ، والذي هو مقام الجمع والتوحيد الصرف . وقوله * ( وهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) * [1] إشارة إلى الموجودات [2] المقيّدة وتنزّل الوجود المطلق في مراتبه ، الذي هو مقام الفرق والكثرة الاسمائيّة . وكذلك قوله * ( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَه ) * [3] و « فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْه الله » لانّ الاوّل إشارة إلى الفرق والكثرة ، والثاني إلى الجمع والوحدة . وكذلك قوله * ( كُلُّ من عَلَيْها فانٍ ويَبْقى وَجْه رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ والإِكْرامِ ) * [4] . ( 266 ) فالتوحيد في هذا المقام حينئذ يكون بقطع النظر عن جميع الأسماء والصفات له ولغيره ، بحيث لا يبقى في نظر الناظر الا ذات واحدة ووجود واحد منزّه عن جميع الإضافات والاعتبارات ، حتّى يصل بذلك إلى مقام الإخلاص الذي هو التوحيد الحقيقىّ المشار اليه في قوله الامام - عليه السلام - « وكمال الإخلاص له نفى الصفات عنه » . ويصير به من الموحّدين المحقّقين الواصلين ( إلى ) مقام الاستقامة والتمكين . رزقنا الله تعالى الوصول اليه بمحمّد وولديه ! ( 267 ) وإذا تحقّق هذا ، فاعلم أنّه ليس مرادنا بنفي الصفات [5] عنه نفى الصفات مطلقا بحيث لا نصفه [6] بالعلم [7] ولا بالقدرة وغير ذلك . بل مرادنا نفى الصفات الزائدة في الخارج ، كما أثبتها بعض الجهال من الأشاعرة ، لانّ صفاته في الحقيقة ليست بزائدة على ذاته المقدّسة في
[1] وهو السميع . . : سورهء 17 ( بني إسرائيل ) آيهء 1 [2] الموجودات F : الوجودات M [3] كل شيء . . : سورهء 28 ( القصص ) آيهء 88 [4] كل من . . : سورهء 55 ( الرحمن ) آيهء 26 - 27 [5] الصفات : + عنوان فيه تحقيق على عينية الصفات Mh ( بخط مخالف للأصل ) [6] بحيث لا نصفه F - : M [7] بالعلم M : لا بالعلم F
139
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 139