نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 135
« نحن الصالحون [1] المسبّحون [2] » . وهذا القول من اقتضائه التعظيم والتبجيل ، ولذلك ما عصوا ربّهم قط ، وقالوا * ( وما مِنَّا إِلَّا لَه مَقامٌ مَعْلُومٌ ) * [3] . ( 258 ) وحظَّ الشياطين من اسم « الجبّار » و ( اسم ) « المتكبّر » ، فانّهما [4] بعض أسمائه تعالى ، كما قال رئيسهم * ( أَنَا خَيْرٌ مِنْه ، خَلَقْتَنِي من نارٍ وخَلَقْتَه من طِينٍ ) * [5] . وهذا القول من اقتضاء التكبّر والتجبّر ، ولذلك عصى ( إبليس ) فتكبّر وقال * ( فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ) * [6] . ( 259 ) كذلك كلّ موجود فرض في الوجود ، فانّ له خصوصيّة لا يشاركه فيها أحد . وهذا ليس الا من اقتضاء « الاسم » الذي هو ( مسيطر ) عليه ، لقوله تعالى * ( رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَه ثُمَّ هَدى ) * [7] ، بخلاف الإنسان ، فانّه مظهر جميع الأسماء الجلاليّة والجماليّة ، [8] لقوله تعالى * ( وعَلَّمَ آدَمَ الأَسْماءَ كُلَّها ) * [9] ، ولقول النبىّ - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - « خلق الله آدم على صورته » [10] . ومعلوم أنّ كلّ من يكون على صورته ، يكون جامعا [11] لجميع أسمائه وصفاته . ولذلك أطاعه ( اى أطاع الإنسان الله ) تارة ، وعصاه أخرى ، لقوله * ( خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وآخَرَ سَيِّئاً ) * [12] الآية . ( 260 ) والمراد بآدم ليس آدم فقط ، بل المراد - باتّفاق أكثر
[1] نحن الصالحون . . : « أَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ » سورهء 72 ( الجن ) آيهء 11 [2] و « إِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ » سورهء 37 ( الصافات ) آيهء 166 [3] ما منا . . : سورهء 37 أيضا ، آيهء 164 [4] فإنهما : فإنه MF [5] أنا خير . . : سورهء 7 ( الأعراف ) آيهء 11 [6] فبعزتك . . : سورهء 38 ( ص ) آيهء 83 [7] ربنا . . : سورهء 20 ( طه ) آيهء 52 [8] والجمالية M : والكمالية F [9] وعلم . . : سورهء 2 ( البقرة ) آيهء 29 [10] صورته : + اى آدم أبو البشر خلقه اللَّه تعالى على صورة الإنسان الأكمل والعقل الأول الموصوف بجميع صفات الباري عز وجل Fh [11] جامعا M : جامع F [12] خلطوا . . : سورهء 9 ( التوبة ) آيهء 103
135
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 135